ثمارغوايات

توضيح إلى شاعري المفضَّل: أمّي

بابكر الوسيلة

المباشرُ يَرفقُ بِكَ
أيُّها الشَّاعِرُ…
إذْ تَتَعَثَّرُ فِي الغُمُوضِ .
الكَلِمَةُ.. مَا الإِضَاءَةُ خَافِتَة
التَّعْبِيرُ جَرَسٌ مُعلَّقٌ
فِي مدْخَلِ العِبَارَةِ،
العِبَارِةُ رُؤْيَا
الكَلِمَة .
كَمَا البَيْتِ فِي لِوحَةِ الغُرْفَة
كُلُّهُ فِي عُتْمَةِ الزَّاوِيَة .
لَا تَكْتُبْ كَمَنْ يَفْتَحُ البَابَ
وتَدخُل أُنْثَى الرُّجُل !
لَا كَمَن يُودِّعُ أَحَدَاً
عِنْدَ ضَوَاحِي الأَبَد .
اِكْتُبْ كَمَنْ تُحِبُّه أُمُّهُ الشَّاعِرَة،
كَمَنْ يَشْرَبُ نَفْسَهُ
عِنْدَ شَايِ الصَّبَاحِ
وَيَذْهَبُ فِي المَشِيئَة .
الكَلِمَاتُ مُلْقَاةٌ
عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ
والمُغَنُّونَ يَلْتَقِطُونَ المَعَانِي بِلُطْف .
(هَذِهِ هِيَ غَنِيمَتُكَ أَيُّهَا الشَّاعِرُ)
فَالْكَلِمَاتُ تَنْجُو مِنَ المَوْتِ بِأُعْجُوبة
هَذَا هُوَ
كَنْزُكَ
أَيُّهَا الشَّقِيُّ .
فَاحْتَرِسْ!
أمَامَكَ
حَيَاةٌ بِكَامِلِهَا
فِي الحَضِيض .
أَمَامَكَ
الحَيَاةُ
فِي
المُنْحَدَر .
أَمَامَكَ: أَنْقَاضُ الكَلِمَاتِ،
وَرُكَامُ القصائد خَلْفَكَ يَنْمُو .
إِنْ شِئْتَ أَنْ تَصْمُتَ فِي لَوْحَةِ
الحَالِ
فَاْصْمُتْ
ولَكِنْ بِتَنْسِيقٍ: سِرْ مَعَ الأُغْنِيَاتِ،
مَعَ أُبَّهَةِ المَعْنَى،
مَعَ حُرِّيَةِ آخِرِ الأَمَل .
لَسْتُ أَمُوتُ،
كَمَا لَسْتُ أَحْيَا ..
يَا لَرُعْبِ الذِّكْرَيَاتِ بِرُمَّتِهَا !
لَكِنَّ الحَيَاةَ لَنْ تَنْجُوَ مِنِّي.. هَذِهِ المَرْأَةُ
الفَاتَنِة .
نَسِيتُ.. أَيُّهَا الشَّاعِرُ،
خُذْ قِسْطَاً مِنَ الرَّاحَةِ
فِي المَوْتِ،
سَتَشْعُرُ أَكْثَرَ، بَعْدُ،
بِالنَّهْرِ أَعْمَقَ .
سَتَشْعُرُ بِالكَلِمَاتِ تَسْبَحُ
فَالشَّاعِرِيَّةُ تَنْمُو حُرَّةً
فِي حُقُولِ الجّفَاف .
خُذْ مُبَاشَرةً الحَيَاة،
خُذِ المَوْتَ عَلَى عَاتِقِكَ !
سَتَفْهَمُ صَوْتَ القَصِيدَة .

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى