ثمارغوايات

مجاهيل مِدرارة

مجاهيل مِدرارة
إلى نجلاء عثمان التوم

1
أمِن اتجاهٍ عصيٍّ
أخضر السِّماتِ
ببطاقتينِ من التّوافُقِ
والحُلُولِ في الشّفقِ
صاعِدانِ بمهارةِ الخلخلةِ
إلى اتكاءِ الرحيقِ في مخيلةِ الحريقِ
يتجشمُ وردُكِ الليلكي
انتباهَ الخطفِ من المساقاتِ الغائبةِ
يفجّرُ المواراةَ
في قِطافِ العِنبِ
وأعني رقصةَ الحتوفِ للحُروفِ
جوابة الخيلِ في القلبِ
تعبئهُ بخربشاتِ أصابِعِها المُبصِرة!

2
الليلُ هنا
والنيلُ
واﻷغنياتُ
والعشقُ المتلألئ خمراً وأمراً
ووشلاً
وأصواتُ أُنسٍ
وحفيفُ قُبلٍ
ووسائدُ نبضٍ
وحدائقُ غُلْبا
والليلُ هنا
لا ليلَ فيه
مروقُ المروقِ لكُلِّ ضوءٍ
في الخبايا
هسهسةُ العارفين التُّقاة
ألحانُ وصلٍ…
والليلُ
والليلُ هنا
نبيذُكِ المُعتّقُ
وشِباكُ اشتباكِكِ
آهاتُ المسافات.

3
سوّتْ نجومٌ في المداراتِ
من هيئةِ الإيقاعِ
رسمتْ في نباتِ اﻷرضِ
بخيوطِ ضوءٍ ماكِثٍ
شُعبَ الرؤى
واختصنا بالدفءِ
يقينِ ورودِنا في قامةِ الوقعِ
انتبذنا بالسوسنِ الرّيانِ
أقصى مَنزلٍ
حتى تعرّتْ أمنياتُ العِطرِ فينا
للخرائطِ الكُبرى
وأهدتنا السُّبل
من مشى أو تمهلَ في اقتيادِ الخطوِ
أو تبعثرَ في مشيئةِ زهرِهِ
أو آثرَ التوزيعَ للحظاتِ
في قُبلاتِ سُكرٍ
وافتتان..
ها إن في شجنِ الندى
خبطٌ طفيفٌ يتصل
ليصعدَ التّيارُ
والجسدُ اختبار.

4
لا شيء يستدعي
أن يظلَّ الخَفرُ في كفٍّ
يوزعهُ على من شاء
من ماءٍ
وركض.

5
لتغادرَ اﻷشلاءُ التجمُهرَ
في فضاءٍ ليس لها
لتُجرِّبَ الهرولةَ
في شطِّ الصبابةِ
والالتهاء.

6
واللحظةُ المدماةُ بأمسِها
المُنسلةُ من رحِمِهِ
اللحظةُ المُتخيلةُ
في خَرزِ اﻷحلامِ
ورملِها
التي بُذرتْ من الكشطِ المُتصِلِ
ﻹبحارِ الرّيحِ بالتيارِ
اللحظةُ التي جمعتها قلوبٌ مُثقبةً بالهياجِ
وعلى ملامِحِها
أقصدُ إلى عيونِها على وجهِ التعيينِ
قفزتْ من كُلِّ كُلٍّ
أكاليلُهُ
واكتملتْ
فالنبضُ فاﻹقدامُ فالقدرُ الرفيعُ
اللحظةُ الآتيةُ بالرواءِ.

7
فأين الدّربُ الذي ميّعَ الماءُ
زهوَهُ وشجونَهُ وضرباتَهُ المنضبطة
على أكتافِ العُشاقِ؟
أين الوسعُ الشاسعُ
للاحتراقِ
رفقة الندى
شلال المشاعِرِ الذي يبرقُ
في الصمتِ والكلام؟
أين أصابعُ البرقِ
التي لكم نقرتْ على الرُّوحِ
فدوّى بأرجائِها الرّحبةِ
وقعٌ ووقعٌ ووقعُ؟
أين الاكتفاءُ الذي كان مكتفياً بأريجِنا المُقدسِ
وأعني رياح اليقين/زهد العارفين؟
أ
ي
ن؟

8
أمِنِ اتجاهٍ…
……..
…..
……
……
أمِنْ حنينٍ لابِثٍ
هشّ الشُرفاتِ
يؤسسُ في شغافِ الرُّوحِ
كي يعتدَّ بالغصونِ الخضراءِ
للبيتِ
والزيتِ
وزادِ الصعودِ
والانسكابِ
والصمت…
جادتْ مجاهيلُ تحرثُ اليمَّ
بمحوِ ما يُرعى باﻷخيلةِ
فأنزلقَ المِفتاحُ
أشهرَ الباب؟

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى