(1)
الْحَنينُ شجَرة
أصلُها يداكِ الْغَمامتان
وفَرعُها ما ترَينْ …..
فكيفَ الْمَفرّ ….؟!
أوْ فَفِيمَ …..؟!
(2)
الشَّمسُ قصيدةٌ حارِقة
كأنْ أنْ يشتهيكَ الماء
وأنتَ تجري بإنائك
إلى حِبْرٍ
بَعْدُ لَمَّا يزْرَقْ جيَّدا …….
(3)
الْبِلادُ كبيرةُ الْقَلبِ،
فَسيحةُ الْجَسَد ……
مِثْلَ مِزاجِ الشَّاعِرات
….. حسَناً، وهَلْ يعني هذا
أنْ يُغنِّي كُلٌّ على هَواه ……؟!
(4)
الْبارِحةُ سِيرةٌ ما،
راغَ أبطالُها إلى أيَّامِهِم
كيفما اتَّفَق …..
…… ما ينفَعُ الآنَ
أنْ نُصلِحَ بالَ هذه الحديقة
ولو إلى حِين …….
(5)
الْبَحْرُ مُرتَبِكٌ هذا الصَّباح
حاوَلَ طويلاً
أنْ يُوقِظَ أسماكَهُ
سِوى أنَّها غارِقةٌ،
بِلَذَّةٍ تامَّة
في حُلْمٍ أزرَقَ أزرَقَ أزرَق …….
(6)
الطُّيورُ تُغنِّي وقتَما تشاء:
(حينَ تضحكُ السَّماءُ
على زُرقَةٍ لا تصمُدُ
أمامَ فِتنةِ الليل …..،
أو تُقطَّبَ جبينُها
غيمةٌ رماديةٌ هُناااااك،
أو تنامَ نجمةٌ
دونَ أنْ تشربَ كأسَ الحليب،
أو تتثاءبَ شجَرة
كي تُراوِغَ قُبلَةَ الرِّيح المُباغِتة …..)
….. تُغنِّي الطيورُ
الْمُهِّمُّ أنْ يُدرِكَ الشُّعراء
أنَّهُم أقربُ للطُّيورِ
مِمَّا يظُنون ……..
(7)
أتخيُّلُ عالَماً مِنْ غُبار
أحَدُهُم أخذَ كُلَّ جِرارَ الْغِناء
وقذفَ بِها بعييييداً
في بَحْرٍ لا قَرار لَه …….
لا أدري،
ولكِنِّي مُنذُ ذلِكَ الْحَينِ،
لا أنامُ
إلَّا وفي حُضْني أُغنيةٌ سمراء
حتَّى آخِر نَفَس ……..
(8)
الْعِشْقُ مِثْلَما الْكُرة،
هُو مَنْ يُجِيدُ الرَّكضَ
والْقَفزَ
والطَّيَران ……
الْعُشَّاقُ يُجِيدونَ الْمُرَاوغَة …….
(9)
كانَ للْخيلِ أجنحة
ولِلْمُوسيقى سَلالِمُ مِنْ ماءٍ وحَجَر
وللْقصائدِ نُهودٌ مُثْقَلَةٌ بالنَّشيد ……
وللْبَحرِ أربعةٌ قوائم
وللعناكِبِ خيوطٌ مِنْ ذَهَب
وللغيمِ
أربعٌ وأربعون شهوة
وللتُرابِ سُمْرَةٌ لا تُخطئُ الْقَلب
وللْسَّماءِ
شامَةٌ خَضراءُ
فوقَ رِدْفِها الأيسرِ مُباشَرة …….
وللْنِساءِ
شُعراءُ بِعدَدِ الرَّمل
ثُمَّ …….
(10)
في الْجِهةِ الأُخرى
نَهْرٌ أنْهَكتْهُ الينابيع
أبداً تسألُهُ أنْ يُغمِضَ عينيه
كي لا يرى أمامَه ……
وتسألُهُ أنْ يذكُرَها
فلا ينسى أناشيدَها،
وإلّا فعلى مائهِ السَّلام
………
………
هَلْ كُلُّ الينابيعُ هكذا …..؟!
يسألُ النَّهْرُ، ولا ينسى.
*شاعر من السودان