مزامير
ثمَّة امرأة تُدعَى في المزاميرِ: أُمُّكَ..
صَلِّ كثيراً ليحفظَ الله زجاج عينيها.
ثمَّة امرأة تُسمَّى في المزاميرِ: حَبيبتُكَ..
خَفْ عَليْها كَمَا لو أنَّ نسمةً ما تَخدشُ قلبَها.
ثمَّة امرأة تُدعى في المزامير: صَديقَتُكَ..
شارِكْهَا الخُبزَ والأغنيات.
وثمة امرأة تُدعَى في المزامير: أًخْتُكَ..
افْتَحْ لَها حُزْنَكَ ونَمْ على كتفِها كأنَّكَ طفلٌ لمْ تزل..
كأنَّما – هيَ – أنجبَتْكَ..!
هذا وأنَّ خَارِطَةَ دَمِهَا تُشَابِهُكَ.
قدَّسَ الله سِرَّهنَّ.
***
ثمَّة رجلٌ في المزامير يُدعَى: أبي..
تصيبني ابتسامته بالطفولة.. فأحبو.
ثمَّة رجلٌ في المزامير يُدعَى: أخي..
أُراهنُ على دمي بدمه..
وأكون أنا أطْوَلُ قامةً معه فقط.
ثمَّة رجلٌ في المزامير يُدعى: حبيب..
يسكن عميقاً في دمي
حيث أسماء من أحلم من أطفال بلون ابتسامته.
يقسمنا الحزن إلى فتافيت
ويعيد ترتيبنا الفرح البسيط
ككائنيْن طائشيْن.
ثمَّة رجلٌ في المزامير يُدعَى: صديق..
حليفي في الأرض..
نتشارك المشاوير والظلَّ
والأمنيات الأوسع ما في الروح.
ثمَّة رجالٌ في المزامير يدركون معنى طوق الياسمين
وينمو الياسمين من قلوبهم صادقاً لا ريب فيه.
***
جاء في المزامير:
كأنْ يُلقي أحدُهم قُنبلةً وسط صدرِكَ..
كالحُمَّى..
كأنْ تَجري وتَجري وتَجري وتَجري..
ثم تعبر خطَّ الوصول بكمية من الأدرينالين مناسبةٍ لإشعال جبلٍ جليديٍّ..
كأنْ تحترق..
كأنْ تحيا..
كأنْ تظلَّ تحت الماء لسبع دقائق.. ثم تتنفّس بأكملك..
كأنْ تكون ساذجاً.. متلخبطاً.. مرتبكاً..
أو أن تكون لبقاً.. بلا أحرف..
كأنْ تحزنَ.. أنْ تحزن تماماً.. ثم تعمّدك السعادة.. أو قُلِ الاندهاش..
لحظةَ مروركَ حقلٌ كهربائي.. يسمى – الصوت..
كـاللا كتابة.. والحاجة للكتابة..
كأنْ لا تكونا واحداً على أقل تقدير..
بل عشرات..
تمارسان أدب الهواجس:
أنت أنت.. أنتما.. أنت.. لا أنت.. لا هو.. لا هي.. أنت وهي.. أنت ولا هي.. لا أنتما..
هكذا الحب.. أو أشدّ.
* كاتبة من السودان