غوايات

نشيد العراء

(لم يعد للعين ان تدخل من قبة الحس )   ” الصادق الرضي “

                                                          

رغماً عن هذا الليل الضنين

بنفسك تحاول أن تنجو من النشيج

بالنشيد

بنفسك تجادل جسد الحقيقة باللغة- وواثقا – تبث في روح الفناء ..

سر الوجود

إذاً

صلاة الجرح عليك سيدي

صلاة الجرح عليك ..

ها أنتذا.. تهيئ وهج الحكمة

ودهشة الأساطير لنبوءة الديدان

وتعد لشعوب حانات الخلاص

قداس الخميرة

وتسمي الدم بالتاريخ

وبفاكهة المعني تعبر هكذا

سطوة الفراغ

وشهوة الأعاصير

وترنو صوب الصعود

مودعاً ظل ليلك في شجر النهار

فهل طالعتك – مرة-

من شرفة الجحيم

طفلة الأحزان

هل روجت للقلب عطر موته

وحرضته ضد الشدو ..

البوح

ضد الهتاف

طقس العصافير

لترى في رقة الفراشات

حس الحنين لامرأة

ويدعوك سيدى الحلم بالرماد

إذاً

مساء الفجيعة يا صديقي

مساء الفجيعة

لم تك لنا يوما تلك الشموس

على طبق الوليمة

لم يك لنا غناء الريح

هياكل الفرسان

والصبوات

لم يك لنا برد النار

البحر يا صاح

وولولة الصلوات

لم تك لنا

الصحراء

فقايضنا في سرنا النبوي

النهر بالمنفى

وسربنا للذين يجادلونك في دواة الغيب

حبر الخيانات

ورتقنا للذين يخادعونك في مقاهي الأرض

ثقب الديانات

وحين لبى السواد في موته

نداء البياض

قلنا فليكن لنا السراب في ذاكرة المدينة

لنا أن يكون -كما الذئاب-موهبة العواء

ولنا أيضاً سيدي

أن نمضي بالذات من بين حطام الهواجس

ومن

فوق

وخز

الهزيمة

 

الأصمعي باشري

شاعر وصحفي من السودان
زر الذهاب إلى الأعلى