غوايات

نصّ طارئ

 

“في البداية تطاردني صورة شحاذ قديم

علمني كيف أجاري السؤال

وأماطل في الإجابة”

رندة محجوب

كاللبلاب:

 تفرد من لونك حائطاً لكي تستقيم

خذ يدي سلماً نحو وجهي إذن

وعلّق فراغك النمطي

على جسدي

ودعني

أرتِّبُ في مخيَّلتِي العناكب والخفافيش

– سنشرب

(إذا شئت)

شاي هذا المساء

وحين أمدد حزني

على راحتيك

-جادلني

-في استفاقة بعض المزاج

كيف أن الفراش

-كل هذا الفراش-

أمه يرقة

وانهض قليلاً

قليلاً فقط

مثل نصف النهوض

-فهذا جلوس قديم

تقشر فيه طلاء الكلام

وقل لي

لماذا إذن،

سوف تخفي توتر هذي القبور

القبور النذور

القبور التي تعتريك

تعدل هندامها بانتظار القيامة

-(عليك القيامة)

عليك الذي جاءني

بمنفضة

كي أحط عليها يقيني

وأعقاب هذا الضجر

عليك الذي

لا يذر

(طرزتني الغرائب بنتاً

تفتق وجدانها

عن شجر)

-هائم لا يصل!!!!

-هل يصل؟؟؟؟

رجل فارع كالطريق

دسَّ إيماءة في يدي وانصرف

جاثم فوق نذر قديم

يشد إزار المقابر

كي لا يُسقط الموتى مواجدهم

قبل يوم الحساب

-لماذا التبثت إذن؟

-هاك سيرته من يدي

رجل:

فارع كالطريق

-لفرط تصوِّفه

كلما حكَّ حزناً به

أفلتَ تنهيدةً

واعتدل

وأنا

لا زلت

أخضرُّ أكثر

حين تعشوشب خطوته في خاطري

هل ترى خطوتي

غائرة

كعيون الغريب

خطوتي

أسود لونها

كلما انحلَّ أسودها

أفلتت شارعاً

للوصول القريب

-رشفة سيدي

ربما

ثمة شيء قريب!!

 

* كاتبة من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى