حروب أبدية

أعرف جيداً
أن حروبي معك ستطول
وأن الوقت بك سيتلاشى بلا طائل
أعرف أن وجهك الذي خبأتِه يوماً بوجهي
كان يبكى عليّ..
ويدك التي بيدي ستُطلق على وحشي الرصاص
وأن حلم أفعاي التي تزحف في خيالات الليل لتلدغك
ستفقد جلدها وتصبح مدعاة للبرد والحمى
ستقولين يوماً إن رجلك المسكين مات من التعب وهو يجثو مثل قديس نبيل
تحت ركبتي..
ستقولين يوماً إنه كان صديقك؛ لكنه احترق بلعنة العشاق على صدري
وتكتبين روايتك اليتيمة في دغلك اليتيم
أعرف جيداً أن هروبي إليك لن ينتهي
وأن درسك الأول كان كيف يتعلم من نهديك الرهان
ولماذا يتدثر من حلم لياليك الدافئة بنار الخسارة؟
أعرف جيداً يا طفلتي
أن حروبي معك ستطول
وأنني رجل مبذور في حقول الفقد
ومجبول على جحيم النسيان
كيف أنى بكل خبرتي في الخداع.. وثقت بك
حملتك كل هذا الحلم وثقل الجبل..
كم كنت ضالاً بي أيها الحُب
كنت مجبراً على الحبر وسيولة الجرح
كلمتني عن الشاعر والعصافير ووجدان المسيح
لكن لم تحدثني بك.. بي..
لم نلتقِ يوماً وجهاً لوجهٍ كي نتشهي بيننا الحرب والعزلة
حين كنت تلوذ بالحنان
كانت خيولي في الغمام
وحين أعود للذكرى
تسرق سيوفي وتصارع طواحين الماء
غدا سيجيء الصباح بلا مطر
وتأتي المطر بلا حقل
والحقل بلا ورد
وأنت ستموت
أجَلْ ستموت
ويكون صديقي حباً آخر.