رسائل غرامشي إلى أمه
اسم الكتاب: رسائل السجن
رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه 1926-1934
المترجم: سعيد بوكرامي
الناشر: طوى للثقافة والنشر والإعلام – لندن
تاريخ النشر: 2014م
* هو أنطونيو غرامشي ولد سنة 1891 في آليس بجزيرة سردينيا في ايطاليا، مناضل وفيلسوف من قيادات الحزب الشيوعي الايطالي وصاحب مدرسة فكرية ” الغرامشية ” قضي في السجن – بأمر موسليني – أكثر من عشر سنوات، أدت إلى موته بعد خروجه ليلاً في 1937، لكنه ترك وراءه 2848 صفحة مكتوبة بخط اليد، اشتهرت بـ “كراسات السجن” خلافا لما أراده المُدعي العام الذي قال بخطابه في المحاكمة: ( يجب علينا أن نوقف هذا الدماغ عن العمل عشرين سنة!) هي مدة الحكم التي كان يجب أن يقضيها غرامشي في السجن.
* وجاء في موقع ويكيبيديا باللغة العربية : (يعتبر غرامشي صاحب فكر سياسي مبدع داخل الحركة الماركسية. ويطلق على فكره اسم الغرامشية التي هي فلسفة البراكسيس ” النشاط العملي والنقدي -الممارسة الإنسانية والمحسوسة”. وغرامشي يؤكد استقلالية البراكسيس إزاء الفلسفات الأخرى. إنها ممارسة ونظرية في آن واحدٍ معاً ولهذا فإنها فلسفة سياسية. إنها التاريخ الحي قيد التكون، وهي كذلك تصور للعالم يمكن استخلاصه من الآثار الماركسية الفريدة التي يعتبر غرامشي أنها تتكون من ثلاثة أقسام: الاقتصاد السياسي والعلم السياسي والفلسفة. وهو ينقب فيها عن المبادئ الموحدة في علاقات الإنسان بالمادة “التي هي نتيجة براكسيس سابق” عبر التاريخ الذي هو إنتاج ذاتي للإنسان(.
* يُعد هذا الكتاب ” رسائل السجن – رسائل أنطونيو غرامشي إلى أمه ” جزءاً بسيطاً من تلك الأوراق التي هُربت يومها من قبضة الجلاد ومن ايطاليا بعد وفاة غرامشي، وهي المرة الأولى التي تُترجم فيها إلى اللغة العربية، لكن كانت قد تُرجمت قبلاً فصولاً من “كراسات السجن” في مجلد واحد شمل محاور : (قضايا التاريخ والثقافة / ملاحظات حول السياسة / فلسفة الممارسة). وهناك غير ما تُرجم للعربية من كراسات غرامشي، مثل رسائله إلى زوجته وأبنه وشقيقاته وشقيقه وإلى أصدقائه.
* تُفيض هذه الرسائل حباً وحناناً وقوة ومعرفة، وفيها يطلب من أمه أن تُخبره بأحوال الجميع وبكل شيء ويستحثها لتكتب له الرسائل وأن تستحث الآخرين ليكتبوا له. ويكتب: (قولي للجميع أنه ما من داع للإحساس بالعار بسببي ويجب أن نكون أسمى من العقلية الضيقة والخسيسة للبلدان الصغيرة) فالأمر كما يُردد: ( يحتاج الصبر والصبر وأمتلك الأطنان منه)، ويشرح لها انه مسجون بسبب السياسة ولا دخل لاستقامته بهذا الأمر، ولا بضميره فيما يتعلق ببراءته أو إدانته. ثم يُحدثها قائلاً: تعلمين كيف نتعامل مع الأطفال الذين يتبولون في الفراش، نهددهم بالحرق بواسطة شوكة اللهب، ليقول لها: تخيلي أن في ايطاليا يُوجد طفل كبير جداً، يُهدد بالتبول في فراشه، وانه – أي غرامشي – مع عدد قليل آخر، يُمثلون رأس الشوكة الملتهب لزجر هذا المزعج ومنعه من تلويث الفراش النظيف.
* كما تُظهر الرسائل استفادة غرامشي القصوى من كل معلومة ترد في رسائل أهله إليه، ففي رسالة مؤرخة بتاريخ 6 يونيو1927م يعرف من أمه خبر ضم عدد من البلديات إلى منطقة ” غيرلارزا ” فيقول لها يجب أن تكتب بهذه الطريقة، حتى أن شملت رسائلها أخباراً تبدو لها غير مفيدة، ليشرع بعد ذلك على ضوء خبر الضم هذا، في الحديث عن المدارس وكيفية تنظيمها وعن كيفية حركة الأطفال إليها، لتُظهر الرسالة كذلك معرفة غرامشي بذالك الواقع ورغبته في معرفة ما استجد فيه، إذ يسأل أمه: هل ستفرض ضرائب موحدة؟ وهل الضرائب التي سيدفعها أهل “غيرلارزا ” مُلاك الأراضي ستوزع على القرى الصغيرة؟ وغيرها من الأسئلة.
* وفي المُجمل جاء هذا الكتاب في 101 صفحة وشمل 33 رسالة امتدت من الفترة 1926 وحتى 1934، إضافة لمسرد تاريخي تتبع حياة ونشاط غرامشي منذ ولادته في 1891 وحتى تاريخ وفاته في 1937، كذلك ضم الكتاب خمس صور، الأولى لأمه جيوسبينا مارشياس وصورتين لزوجته مع ولديهما وأخرى لها وحدها. وصورة رابعة لقبر أنطونيو غرامشي في روما والصورة الأخيرة لسجن تورينو، الذي لم تستطع حيطانه أن تطفئ نور هذا الرجل الفذ.
* كاتب من السودان
*نُشرت هذه المادة تزامناً مع ملف الموقف الثقافي الذي تصدرة جريدة الموقف بجنوب السودان