ثمارغوايات

أونورُ في سواكِن يرتشِفُ القهوةَ مع تهشو

musab1

* إلى/ عمر الطيب الدوش

(1)

جِنيّةٌ مِن البحرِ،

في المُخيلةِ للبحرِ

جِنيةٌ ترتشِفُ القهوةَ بالساحلِ:

المُهاجِرُ غير الماثلِ

للعيانِ بالبحرِ حتى النزوةِ

من تكذيبِ شهادة المُهوشْ.

(2)

أونورُ يتملًَّى تفاقمَ المُتعاظمِ،

أونورُ كمن يحدِّقُ بالآفاقِ

لينصبَ لهُم الشراكَ،

كمنْ يتدحرجُ للوراءِ بذائقة ما تُشركُ

بالعتبةِ عندها وما يكمُنُ بدوالِ المُتفاضلْ.

…..

كأني بي غيرها – تهشو

الهاجسُ من خرافة ما يتمثله،

كأنها ما تكون غَيرَه بهما لمن يُمعِنُ في تأكيد النزقِ

 نحوها بقريحةِ ثورة المُلتهِبْ.

(3)

الأخضرُ حريرُ المُتصَّور،

المُتقصِّعُ غنجُ الذاكرةِ تستدعي

شبق دلالها والنِسوةُ:

المرأةُ الوحيدةُ في سواكن،

المهجورةُ لدى أونورُ لولا زمام مبادرة الغريب،

لولاك غيرهن عند محفلِ تدوين المُتَرَيِّث.

(4)

من الصفوةِ أنتخبني

من المشيئةِ ضلالُ ما أُذعن:

كلٌّ لمن يضارعها يُشاكلني،

كمن هو/ نحن ومن يوغلُ في التحدُّر،

كمثلهما – الغريرُ بتمادي الخائرِ

في المجازفةِ بتطويقها قبل هدنة قلعةِ المحاصرْ.

…..

سأحضرُ من المشرقِ،

سأنبعُ به من كيدِ الجهاتِ جميعُها،

 لي عن فجِر المُستشرقِ ركوةَ قهوتها وسجادة القش،

وبي من قيامتي جنزبيلِ الهدندويِّ الحاذقِ،

جسارةٌ من مغامرتي وجذوة من نارها

ولسعةُ الزغاريدْ.

(5)

الباخرةُ بالمرفأ تزعَقُ،

الوجُه الآخرُ للبحرِ سرّهَا الأعظمِ،

في أول اللَّيل على أطراف أصابعها – الرَّبابةُ،

بالقُدرةِِ عسى من يكتفي قد يبلغ نِصَابَه

من نقصِها وما يسخو الفيَّاض بكرام ما يتفضّل.

(6)

عند موعدها تُأَسطرني المأسورةُ،

ليس عن غيرها: الساعةُ مشنوقةٌ الآن في البوابةِ،

كما ليس كما هو – سواكنُ آخر معتركٍ لمستقبل الرَّماد،

أول الغيث عندما على الأشدِ تهوين تهويلهنّ لما يجري هناك،

في الغائر من فاكهة المُختلس من برهة المُتأمِّلْ.

الجائزُ من مناورتِها لفتوى الجامحِ

كالضارع من شكواه بهنّ سوى الذي بحِجابها

رقيّته من المَعيونْ.

(7)

لوَسِيلتِها غايته بمداركِهنّ تستدلُّ،

كأنها المسردُ لفهرسِ الشاطئ،

في اللَّيلِ والرَّمل لكتابها كالخوفُ من المجهول

مثلها والقمر مسجوناً في البحر عند نشوة الكوابيسْ.

(8)

مُنهكاً بالحروب رحت أطلبني للهدنةِ البحر، أطلب الثأرَ من قدرتي على النزال والمناورة والكيد، كأني غير قراصنة يتناهون بتصور الملاَّح، غير الأخير الذي لم يلزم مغامرة الأولِ، لا شك بعدي قبل ما لم يدخره أونور – العاشقُ لغوايتها المُستحكمةِ، للغثيانِ بفزعِ الطينيِّ من النَّار، أيها الهول القادم من كل خرافةٍ، أيها الحاذقُ من جامح ما يبتدعُ الصهد والعزلةُ والفقر، أيها الباحثُ عني في تكدِيري ونقمتي وشرودي، أيها الكامنُ في الصدفاتِ حتى خروجك بها كالماردِ من قمقم الفكرة ذات ليلٍ طويلٍ عند بوابة سواكن.

…..

وليس بالجديرِ ما قد يظلّ غير ما تلوَّى،

كالذي مثلها لا يبلغ ريبتها أو تكاده،

كالتي عنها تبطش بالأبقى على مودّة قُدرتي على المواجهةْ.

(9)

غيرها لا يرتكبُ جريمة الحياة،

أرواحٌ في البرِّ قد تُزهقَها المُزايدةُ،

تخريفٌ للمتعةِ قد تمعنُ بأسطورةِ الكائنِ

فيتلفُ للأسفِ مما لم تفسدهُ غوايةُ المَحْكِي.

*شاعر من السودان

* تم النشر تزامناً مع ملف الممر الثقافي الذي تُصدره جريدة السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى