ثمارغوايات

نامِي كَّي ينام الدِّيك

منعم غلاف

(1)

نامِي كَّي ينام الدِّيك :

الأرضُ تَكتَّنُ بَيْضَةَ رَحْمَهَا ،

تَمُوصُ ماضِيها

و تَحلَمُ لا بشيء؟

البَّحرُ يَدحُلُ جَذْرَه

يَعبُ حَاضِرَه و يُصبِحُ مَاضوِّياً؟

مَن هَذا الأيِّلُ المُسَّهمْ ،

ما تِلك الغَزالة المُدَّماة ؟

ياقَةٌ مُنشَّاةٌ تَعبُرُ خِلْسَةً

بَدلَّةٌ خَاكِّيةٌ على رَسلِها تَنُوس.

يَدخُل الآنَ أبناء الخُزامى

شَارِقِّي الوَّجدِ موس

صبَّـنُوا السَّهمَ المُدَّمى

جمَّلوا وشمَ الرُصاص.

(2)

أمحُو .. اُعيدْ

أبدُو  .. أغيبْ

أُيَدِيكِ فَوقَ العِتابِ ، الغِيابِ ، الرِّقابِ

و أغدو قَسِيماً ..

أمحُو

أُمحِّيكِ مِن نَافِلةِ البِلادِ الغَوانِي

البَنَات الأَوانِي

نَحوِ الحَدِيدِ الجَّريد مَعّاً:

لتْمَاً خَفِيفَّاً

ظِّلاً ورِيفَّاً

وقَمراً بوادِ.

(3)

ظَهِيرةٌ فِي القّلب

يدٌ تَعصِبُ الرّاس

سَبياٌ وشجرةُ نيمٍ بينَهُما سَروةٌ وظِلال

عَينٌ قاتِلة؟

(4)

تَقِفُ الآن سَاحِرةَ التَّروَّي

قَيدَ نسمةٍ و مَرمَى سِرور،

فِي رَشاقَةِ نَهدٍ مُملَّح و عِهرٍ شَيفٍ تَقِف ..

أعذّبُ مِن ذاكِرةِ بُلوغٍ

أطيبُ مِن نَخلةٍ ،

أشهَى مِن فَراشّة ..

تَقِفُ الآن دَامِيَةَ السِروج ..

سَباها الجَّلابةُ يوماً

طَاردها الهجَّانةُ آخر ،

و بَقِيت مَعِي دَغلاً و وعلاً وجِيبَ مُروج.

تَجلِسُ الآن  ..

تَجلِسُ

سِكيناً على قلبي ،

بِمنأىً عن الصَّبرِ و مِسكِ الخِتام ..

لَفِيفةُ الظِلالِ

طاعِمةٌ كغِلمة

تَجلِس .. لِيبداُ ،

يَبدأُ الآن كالمُعتادِ عِند السادِسة.

يَبدأُ النَّشلُ الإذاعِي

الرَّكضُ الحِيادِّي

الموتُ الدِجاجِّي

الفِصامُ، الكلامُ ، الزِحام

لا يتَوقَفُ الإرسالُ بَعد السادِسة.

(5)

شَبَّت الطِّفلةُ تبَحث فِي إِناءِ الجُّوع ثدياً للوطن

أرخَت الطّفلة زُعنفها وطَارت،

زفَّها الشّوقُ الزّراف ..

نَدخلُ اللّيل خِفافاً،

نَدخُلُ اللّيلَ أم يَدخُلنا اللّيلُ؟

نَشرَبُ الغّيظ أم يَشربُنا الغّيظُ؟

(6)

تَتَجَّمعُ الآهاتُ والحَسَراتُ عِندَّ الاستِواء

يَصدِفُ العُشَّاقُ عن قَمرٍ تشَّمَس فجأة

مَن صَادَ الغزال؟

مَن قَتَلَ الجَّميلْ؟

(7)

نصَّبْناكِ غَيمةً فِي ضَرِيسِ الجِبالِ

ظِّلاً بخَدِّ العَصَارِي

ومَحلى قُدُومكِ جُمعةْ ،

نَطاردَّ العنزَّةَ الفَّاردَة الفَّاردةْ

أفرِدي انضمامُ رِئتيكِ

ياقوتَ شَفتيكِ

امتَطِري يَساراً .

(8)

مُصطَبِحاً بِرائحة البناتِ الذَّاهِباتِ الي المَدارِسِ

شّجو الثِمِارِ الناضِجة

أبدأُ الطَّلعَ المُغِير نَحو غازِيتا البلاد:

هُنا يتَبدّدُ العُشَّاقُ هَدراً

أو

يتَصَعلَّك العُمرُ الرَّمادْ.

(9)

حِين انتضيتُكِ حُلماً بِرسمٍ الوصولْ

لم تَلفُظِ الطُرقاتُ مارتَّها

لمْ تَفقدِ الأيامُ شِدرتَّها

لكِّن الجِبالُ تمشَّت

البِحارُ تفشَّت

و ..

أرِيحِي كَّي أرِح؛

يرُوحُ العُشبُ فِي الأوراقِ

و نامِي كَّي ينام الدِّيك؟

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى