ثمارغوايات

أغنيةُ المؤذّن

حسن غولي

حين وقف المؤذّن ليؤذّن الفجرَ

قرّر أن يغنّي فغنّى..

-أغنيةُ المؤذّن –

غنّى كأنّ الكونَ شرفتُهُ

و كأنّ هذا الصبحَ بحّتُهُ

غنّى فأغرقنا و أغرقَهُ

فمضتْ بلا بحرٍ سفينتُهُ

غنّى فآمنتِ السماءُ بهِ

و دنَتْ الى  كفّيهِ سِدْرتُهُ

قلبٌ وليٌّ كلُّ غايتهِ

أن تسقيَ الينبوعَ جرّتُهُ

كلّ الحمائم عندهُ وضَعت

أعشاشَها , فالبرجُ جُبّتُهُ

صوتٌ  شهيٌّ , لم تمرَّ على

بشرٍ و لا ملَكٍ حلاوتُهُ

الله أكبرُ كم تلذُّ و كم

تحلو على فمهِ شهادتُهُ

يعلو على الظلمات مئذنةً

لتفيضَ في الطرقات شُقرتُهُ

خدرتْ يداهُ و روحُهٌ سكرتْ

فصراخهُ المسكوبُ  خمرتُهُ

لم يبقَ من صحوٍ ليشربَهُ

في عالمٍ تعليهِ هوّتُهُ

فرأى الوجودَ و أُلغيت حُجبٌ

و رأى الكمالَ تفوحُ زهرتُهُ

*****

هو هكذا تُلغى كهولتُهُ

هو هكذا تطغى طفولتُهُ

هو هكذا تهواهُ طفلتُهُ

هو هكذا تخشاهُ زُمرتُهُ

صرخوا به: أفسدتَ شرعتنا

فتدحرجت في الأرض عمّتُهُ

قتلوهُ أم قتلوا براءتنا

ويلاهُ كيف تهدُّ كعبتُهُ ؟

قتلوا الصلاة على طهارتها

أو تـقـتـلُ الـقدّيسَ سجدتُهُ ؟

****

الدينُ ما اقتنع الصغيرُ به

و القبحُ ما رفضتهُ فطرتُهُ

* شاعر من العراق

زر الذهاب إلى الأعلى