حين وقف المؤذّن ليؤذّن الفجرَ
قرّر أن يغنّي فغنّى..
-أغنيةُ المؤذّن –
غنّى كأنّ الكونَ شرفتُهُ
و كأنّ هذا الصبحَ بحّتُهُ
غنّى فأغرقنا و أغرقَهُ
فمضتْ بلا بحرٍ سفينتُهُ
غنّى فآمنتِ السماءُ بهِ
و دنَتْ الى كفّيهِ سِدْرتُهُ
قلبٌ وليٌّ كلُّ غايتهِ
أن تسقيَ الينبوعَ جرّتُهُ
كلّ الحمائم عندهُ وضَعت
أعشاشَها , فالبرجُ جُبّتُهُ
صوتٌ شهيٌّ , لم تمرَّ على
بشرٍ و لا ملَكٍ حلاوتُهُ
الله أكبرُ كم تلذُّ و كم
تحلو على فمهِ شهادتُهُ
يعلو على الظلمات مئذنةً
لتفيضَ في الطرقات شُقرتُهُ
خدرتْ يداهُ و روحُهٌ سكرتْ
فصراخهُ المسكوبُ خمرتُهُ
لم يبقَ من صحوٍ ليشربَهُ
في عالمٍ تعليهِ هوّتُهُ
فرأى الوجودَ و أُلغيت حُجبٌ
و رأى الكمالَ تفوحُ زهرتُهُ
*****
هو هكذا تُلغى كهولتُهُ
هو هكذا تطغى طفولتُهُ
هو هكذا تهواهُ طفلتُهُ
هو هكذا تخشاهُ زُمرتُهُ
صرخوا به: أفسدتَ شرعتنا
فتدحرجت في الأرض عمّتُهُ
قتلوهُ أم قتلوا براءتنا
ويلاهُ كيف تهدُّ كعبتُهُ ؟
قتلوا الصلاة على طهارتها
أو تـقـتـلُ الـقدّيسَ سجدتُهُ ؟
****
الدينُ ما اقتنع الصغيرُ به
و القبحُ ما رفضتهُ فطرتُهُ
* شاعر من العراق