صراخ
عندما يشهقُ طفلٌ في بريّةِ الشتاء
ينتشي الجـوعُ في أمعائهِ
ويذهبُ في صراخٍ
يزلزلُ الأرضَ
مثل ضحايا يسقطون وراء الغبار.
تريزينا
مـنْفِيٌّ في جسـد الحـنَّاء
تـتدلَّى من كفِّي
ألـوانٌ
وتقـاطيعُ تحْمِلُ رائحة البَّحر.
سُـومِيت البلدة، صندل ميِري
يفتح عُـري الضوء
وتهـتك منفاي زغاريد النسـوة
أطفـال الرِّيـح ينامون على كفٍّي
المنديل الأبيض قـنديلٌ
وجناح اللَّيل صديقٌ يملأُ جُـبَّتهُ بالحلْوى
كحبوب البُـنِّ السَّمْراء
تكتب في الفجر
تريزيـنا أغـنية الأرض العذْراء.
تريزيـنا
اللون الخارج من حُفْرَتِهِ السمراء
يكسر صمت الباب – السُّمرة قامتنا البيضاءْ
وبهاء عيونك يعشق فاتحة الكون
رحيق البدر يضئ على كفيك
وينـزل
ينـزل
حتى يسكن شُرْفـتنا البيضاء
أرض بلادك يا سمراء.
رَامْـبُو
رامبو
يتَعَاطَى وجْبتهُ المتَّسِخةْ
برمادِ الحٌزنِ
والبراميل المليئةَ بالطعامِ البالي
قراءة الكتب القديمة
واقفاً على شَجَرِ القُصاصاتِ اللَّعينة
حافياً يتسلَّق المدن العاريةْ
والنوافذ التي تنام في الحوائط البعيدةْ
يعلن الخروج عالياً
لشرفة المنازل التي تهالكت من حُرْقةِ البُكاء
لم يترك زاويةً خاليةً
من قطرات النَّبيذ العالق بالزجاجات الفارغة
وأغطية القوارير الملوَّنةَ الحواف
دٌخان السَّجائر المٌتهالِك
ومشاكسة الحيطان بكتابةٍ حارِقة
هو يعرف أن اليابسة الغبراء
أضْيق من بئر في بحر الصَّحْراء
باريس أو عدن أو سلَّة القٌمامةـ
سيَّان في العدم .
أخيراً
أرْسل الأناشيدَ لأطفال القٌرى المجانين
وماتَ في مكانٍ من قعْر العالمْ.
هِـجْرَة
هاجرَ كي ينْسَى أن العالم مثقوبٌ
وخُطاه مسجونة
ورِفْقة هذا الشارع مضيَعة للوقت
غادر حيث الميناء الكبْرى مأْهولةَ بالرُّكاب
قبض الماءَ كعصفورٍ منْسِيٍ في الغابة
وتوكَّأ باخِرَةً من أسطول البحر
هاجرَ حيث الأرض مغارَته المنْشُودة.
ليْلته الأُولى
كانت مدْخنةً لحنين الدّاخل.
* شاعر من السودان