دمعة مالحة سقطت في حوض الأسف
![](/wp-content/uploads/2018/02/khaled.png)
الى منصور الغزي
مثل بكاء قديم عثر عليه
يعود لنبي تاه منذ زمن طويل وقد أسدل في النسيان وترك يداً تمسك ذكراكِ
أي موسيقى غريبة تتبعها تلك الخيول؟
أي نجوم تصطف عند سوسن بابكِ؟
نمد أعناقنا التي أينعت أغصاناً وورداً في انتظاركِ، وكنتِ كقرية ملونة ابتعد عنها الطريق لا يد تلوح الآن، لا وردَ للعائدين، يا لبابك! ما أبعدك.
كم جثة معلقة بانتظارها، كم شظية لم تصل الى الوريد الى الآن؟
دمٌ من ذلك الذي نسيت اخفاءه تحت أظفارك؟
ورأس من هذا الذي يتدحرج، ولازال يناديك يا أخي؟
بطاقات بريدية معادية تتساقط، أعثر على شظايا كثيرة وأحياناً على جثث في رسائلي، يتهدم كل من يصل الى هناك، قبل ان يتقيأ شوك أيامه وعواء روحهِ يعلو ويعلو، سيردم هذا المكان الموبوء عما قريب، نحن أرواح القتلة، نمت لنا مخالب وأنياب ذئاب، ورثة الدم الرث نحن، جثة تتعقب جثة وموتى يحضنون موتى وهم يتلفتون لأبواب بعيدة وعميقة كالخوف كالوطن.
بمسمار وعلى لوح في العراء، نترك قلوبنا المشوهة يمتصهما الذباب، لا أحد فيهما سوى اصطفاق أبواب الشفقة، نحن دمعة مالحة سقطت في حوض الأسف فأين مصابيحك أيتها الأحلام؟
كل التعازي عاجزة على استرجاع يوماً واحداً من ضريح المودة.