في المساء الأخير على الأرض
مثل فراشة في المساء الأخير على الأرض
تهف اجنحتها في رقصة وداع
قبل ان يهبط الليل
ويأتي العدم.
اقول لكم امنياتي على عجل
واحكي لكم تواريخ حياتي
ليس تباعا
بل بما يكفي كي نحب بعضنا
اليوم او بعد غد
لكن قبل فوات الأوان.
احببت ما يكفي من نساء الأرض
لعشرين حياة قادمة
على كواكب أخرى
او خلف مرايا الحياة .
صادقت ملوكا منصفين
وكرهت اباطره خائفين
قاتلتهم بجسدي وحروف الأبجدية
والصبر حين تخون التضاريس .
انتصروا وانتصرت
ذقت طعم الهزيمة والتأمل حين الأنتصار
زرعت و رودا و صداقات
في كل مكان خطوت عليه
نبتت مثل اشجار باسقة
لكني ايضا زرعت اشجارا
موردة في الربيع
ذابلة اوراقها في الخريف
تسقط كي تطعم الأرض
او تصير ملاذا للهوام
ولست فخورا اكثر مما ينبغي
فـكل الشجر ينمو
ويكبر ويهرم
دون ان نمد ايدينا له
والشجر لا يطلب أذنا ليكبر
الشجر ؟ آه
مثل آلهة لا تريد غير شمس و ماء
والبقية معجزة
في المساء الأخير اعلن حبي لأمرأة
فالحياة ليست غير اعلان حب
وقصيدة
والحياة ليست سوى غفوة
غب يقظة كون لا حدود له
وليست حياتي اكثر من حياة
زمن يمر وأمكنة تتهادى
وحب لا حدود له
لكل من احببت
نساءً وقططا وعصافير من كل لون
واشجارا باسقة
وبراعم شهر آذار
وغيوما ترسم اشكالا في السماء
او دهشة امام ضحكة طفل
او مطوقة تهدل اعلى صنوبرة
تنادي حبيبا على نخلة
اقول لها ماتريد
حياتي
واحرث من ارضها ما احب
كي ارى نحلة تتطاير من زهرة
نحو اخرى ، اختها
فكل ما يأمله المرء
ليس غير ان يكون حجرا
في مهب الريح
او مهب شعور النساء
و شم عطر نهد في صرخة اللذة القصوى
اقول بلا اسف
عشت حياتي كما ينبغي
كنت امبراطورا من الصين
وفي روما قيصرا
في باريس ملكا بقبعة موشاة بتبر افريقيا
يشرب خمرته
يصلح اقفالا وساعات
ويختار أمراة لليل
سيدة او عازبة
يختار لها اسما من اجل ليلة واحدة
ويمنحها مقاما بقية عمرها
في جزر الهادي كنت قرصانا
يفض بكارة خلاسية
اجمل من ضوء القمر في ليلة صحو
وفي بغداد كنت خليفة
عاقر الخمر يصحبه شاعر ماجن
وغانية تغني له: حانة الأقدار
تقول له: سألت عن الحب اهل الهوى
فيا نخلة على شاطئ دجلة
اذكريني حين اصير ترابا
وغرينا كي تنبت اعشاب الخلود
كي لا تكون رحلة جلجامش ، مرة ثانية ، حسرة وهباءا
كي تصرخ عشتار لألف مرة
شهقة اللذة
وتهدل ، مثل حمامة ، نذرها للحياة وما بعدها
انا ابنها النغل ، هذه العشتار
اقدس سحري وسحر التي تحبني
اقبل شفاه الألهة
و اولج في شفرتين اقدس ما في الحياة
واصرخ مثل ثور سماوي ذبيح
اقول لنفسي : كن فأكن
وليس غير الحب من كينونة
يا نساء الأرض اجتمعن حولي
عاريات بأثداء مثل رمان بلادي
انا الطفل الذي ما زال يحبو
ويحلم ان يصير ماءا للفرات
او محض جذع نخلة
تتبرك حول سعفاته نساء الأرض كلهن
عاريات بأثداء بلون الحليب
وافخاذ كمرمر روما
وشعر يتموج في رقصهن في ليالي باخوس
اقول لعذق النخيل
كن عشقا
محملا بالتمر الجني
كي اقطف منك بقية عمري
تمرا وعشقا وبراءة مريم
وحين اسقط منك
على ايقاع جاذبية العشق
كأني سقطت في لجة ماء الحياة
حيث الملايين تنتظر الخروج الى الدنيا
لكني الوحيد من بورك وأطلق صرخة للوجود
أحب نساء الأرض
أحب نهودهن
احب مابين افخاذهن
احب خصورهن
احب ظهورهن
واصابع ايديهن جميعا
احب شهقة العشق
لحظة تموت انثى بين يدي
لدقائق او نصف ساعة او بقية ليل
وانظر في قسمات وجوه النساء
لحظة اللذة القصوى
كأن الحياة تبدأ و تبدأ من جديد
ثم تبدأ للمرة الألف في ثانية واحدة
وليست حياتي سوى شهقة لذة
انسى بها مساكن اهلي
وانسى اني ابن امي
وانسى ان ميت ذات يوم سيأتي
تقول الفراشة لي
هذا يوم اخير
تمتع بما طاب لك
فالبقية حلم ليس فيه يقظة
والتراب مع الماء يصير صلصالا
فيه بذر الحياة
واني لصلصال يعيد رسم صورته
مرة شجرة
ومرة حجرا
يقول لنفسه : ما اطيب العيش لأني حجر .