- دعاء خليفةمنذ أسبوعين110
هو ذا النهار1
يناديني صوتكَ باسمي حافياً كما رأتني به أمي وهي تحبل بي، شادة حبلها بليف اللين تارة، وتارة بذلك الذي للوريد، فاتلةً للقرب جذمورًا2 بدلًا من الجذر اللغوي للكلمات، نافية معنى الانتماء في اللغة، ناثرةً مكانه ربق التيه. فكان أن أسمتني على غير ما جرت به العادة، وحدي دون إخوتي، كما لو توفي بوعد قطعته لإله الأسماء. أقول كما رأتني، وأعني صوت الوحي، فاللغة في عرف سلالتها تكون في مقام السماع دون أن ينتقص ذلك من رسم الحرف النوبي شيئًا. وفي تمنعي عن الإجابة نشدانًا لحرية زائفة عن بديهية ما يمسنا من المطلق، أتخذ ملاذًا عند دعاء هولدرلين3.1. ويعاودني الوهن البدني…
- بله الفاضل22 سبتمبر، 2024116
أحادِيثٌ حدِيثةٌ
■ لو انكببتَ على الشِّعرِ لاغتالَنِي ■ اكتفِيتُ من دحرجةِ الشِّعرِ على بِساطِ الأيَّامِ سأدعَهُ في جداوِلِهِ المُحترِقةَ وألهثُ وراء شهواتِ الرُّوحُ ■ قلنا: وطنٌ بحرُ أرسِينَا السَّفائِنَ بِمتنِهِ، وأرَّخنَا لِغمامِنَا فقالُوا: غاضَ الماءُ وامتلأَ الحوض دمٌ ■ وهكذا ظلَّتْ سِيرُ الثُّوراتِ بين الورى يُوقِدُهَا النَّارِيونْ ويغتصِبُهَا الزُّناةُ ■ نترجِمُكِ يا بِلادِي الحائِرةُ على صفحاتِ القلوبِ نترجِمُكِ أشعاراً ثائِرةً تهدُرُ في حناجِرِ الشُّعُوبِ كم أوقعُوكِ في شِراكِ التَّناحُرِ، أرهقُوكِ بِالحروبِ بيد إنَّا نظلُّ ناهِضُونَ بِعزمٍ لِدحرِ شتَّى الكُرُوبِ ■ ومن طبعٍ اللِّئامِ أنَّهُمُ ينسُونَ عُبُورَهُمْ على ظهرِكَ ■ القصِيدةُ نزفُ الرُّوحِ لِبُهرجِهَا المُزركشِ القصِيدةُ حانةٌ يلِجُ الثَّمِلُ مسرحَهَا أين اِختبأَ…
- أحمد الشريف18 سبتمبر، 202494
منطقة الصفر
أحمد شريف، الذي رحل عنَّا جسدياً في شهر مايو المنصرم، هو الشقيق الأصغر لفقيدنا، شاعر الشعب، محجوب شريف. كان أحمد يتميز بحساسية إبداعية-أدبية رفيعة وعين نقدية-أدبية نافذة. فقد كان – على قلة إنتاجه – قصَّاصاً بارعاً. فالقصتان القصيرتان اللتان قرأتهما له كانتا مشغولتين بالعوالم الداخلية للانسان، لاسيَّما العزلة بما تتضمَّنه من مكابداتٍ وجدانية، عاطفية ونفسية للفرد في عالمٍ (خارجيٍّ) ذي فظاظةٍ وقسوةٍ مُرَكَّبتَن. وفي هذه القِصَّة، التي تلي هذا التقديم المضغوط، ما يقف دليلًا على ذلك. تخرَّج أحمد شريف في معهد الموسيقى والمسرح، قسم المسرح، شعبة النقد. وكان محتوى الدراسة التي تخرَّج بها – لو لم تخُنِّي الذاكرة: “الواقعية في…