بلياردو
مالِي حينَ أدخلُ غُرفتي
– معذرةً ليسَ لِي غُرفة –
حينَ أدخلُ غُرفتَنا
ذات الشبايبكِ الثلاثة
وبابها الهرم
حينَ أخلو إلى منازعاتِي
أرانِي مثلِي مِثلَ كراتِ البلياردو
تتجاورُ في تناسقٍ كأنَّه وجودُها السَّعيد
وما إن تركل كرة من ركن ما
حتى يتبعثرَ نسقُ الكرات
فتسقطُ في ثقبِ الهاوية
مالِي وحيداً أتبعثرُ
في الغرفةِ الخالية.
في الحديقة
في الحديقةِ
العشيقةُ مشغولةٌ بشربِ العصير
العاشقُ مشغولٌ بالعصيرِ الذي يفيضُ مِنْ عينيْها
الشَّجرُ مشغولٌ بالظلال
والطّيورُ مشغولةٌ بالغناء
ومِن خلفِ السِّياج
أنا مشغولٌ بالنَّظر.
فقد
إذا فقدتُ حبيباً
كأنِّي فقدتُ الوطن
وأتحيَّرُ مثلَ برتقالةٍ يفرشُها أعمى
ترى: هَلْ سيسرقُها شريدٌ
وأشقُّ لِي نهراً إلى الصاحبِ العميق
أكلِّمُه عن مرارةِ الفقد.
*شاعر ومخرج وكاتب مسرحي وممثل من السودان