غوايات

ريميديوسْ

 

وحينَ يُفضي بنا القلقُ إلى الحوراتِ اللزجة

نلتصقُ بكلّ المصادفاتِ الممكنةْ

معلّقينَ على شفا التحليقِ

ولا نحلّق

ليسَ سهلاً أنْ تصيرَ فقاعة

وليسَ مستحيلاً أن يثقبكَ حديثٌ طائش

فتندلقَ باتساعِكَ

أرقاً.. وتبغاً.. وحجارةْ

..

أنتَ الآن

في منتهى الهشاشةْ

في منتهى الـ(لا شيء) ..!

..

سأذيعكِ كارثةً

بشكلٍ لا يخلو من السرْ :

ليسَ فادحاً – بكلّ مقاييسكِ – أن أبقى

وليسَ فارهاً – بكلّ مقاييسي – أن ( أتشيَّأ) الآن

هيَ الأماكنُ في لعبةِ الوقتِ القذرة

هيَ من أفضتْ بنا إلى الهامشْ

الهوامشُ، ( مُسنّناتُ ) الشعور

تنغرسُ في كلّ المترادفاتِ

وكلّ الحكايا

كلّ الحدودِ.. وكلّ الزوايا

وكلّ الرسالاتِ.. والمرسَلاتِ..

يا نبيّتي

الهوامشُ، (مربطُ) الكتابةِ.. والنزف ..

لماذا أفشيتِ (العطر)..؟

لماذا أفلتِّ القاربَ الوحيدَ منذُ حبالٍ سحيقة ..؟

لماذا..؟

لماذا الآنَ على (قلبِ) التحديدْ..؟

كانَ يُمكنُ للبحرِ.. ألاّ يكونَ بحراً

لو أهملنا المُسمّياتْ

لو (سكتنا) عنْ تعرّقِ الأسئلةِ المباغتةِ

وقصصَ البحارةِ.. والأغنياتْ

كانَ يُمكنُ أن نقولَ الغرقَ بطريقةٍ مميزة

وألاَ يصبحُ البحرُ اعتباراً

حينَ سنتحدّثُ – لاحقاً – عنِ الغيابِ.. والذهابِ.. والجهاتْ

لماذا الآن..؟

لماذا..؟

..

إلى هذا (المدِّ) صرتِ عارية..؟

دعي (الصُدْفة) تنقذني منكِ الآن

دعيَ العرافةُ تغزلُ لنا أيادٍ لهذي الخطوطْ

وتخطئُ في قراءتنا منفصليْن

دعي المساءَ لا يقذفُ نافذتيْ بكِ

كي لا تقتلني الوحدة

دعينيْ ألوّثُ رئتيّ بالحماقاتِ البطيئةِ

أستبدلكِ باللفافاتِ.. والسعالْ

فأنا مُذ (خلقتكِ) في النسيانِ

نسيتُ أنني (بعثتكِ) بالتذكرْ

التذكّرُ الذي يخصُّ المدنَ

ويختلطُ بالجسورِ.. والحياةِ.. والقهوةِ المالحة

نسيتُ أنني منذُ (أمي) لم أكنْ طفلاً

لثديٍ مثلها ..

أغفلتُ المتاريسَ وأرسلتُكِ إليّ

بالجيوشِ الفاتحة

بالآلهةِ الملثّمينَ.. والقادرين

وتُخضعينني في المعركةِ الركيكة

في النزالِ الأليفْ

وحيداً – معكِ – تستبطنُني الحقائبُ

والطرقُ الهامشية

لماذا..؟

لماذا (ولدتني) بعدَ كلّ هذا الحملِ المنسيِّ

والمخفيِّ منذُ قديمِ الحنان

لماذا..؟

لماذا تكبدتِ صرختي

مكتملاً – بكِ – وعلى مشيمتي متّسعٌ لأحاديثِ المشارطِ

والرهاناتِ الخاسرةْ..؟

كنتِ تظنينَ أنكِ ستُنجبينَ حدّاداً

لطرقِ قصيدتكِ الباسلةْ..؟

أم طريدةً، كلما صدّقتْ حزنها

غرستِ أظافركِ (الرحيمة) باتجاهٍ آخر

تُسوّينَ لها طريقاً دامياً للفرارِ.. إليكِ..؟

ماذا تظنّينْ..؟

..

يا نبيّتي ..

أنا إلهكِ البائس ..

عصيُّ بكِ

أن تقرأي الأشجارَ في أوراقها المشتتة

وحريٌّ بي

أن أموتَ – بمُنتهى – أوراقيْ

بكاملِ العصافيرْ

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى