قلتُ هاهنا ينتهي كلَّ شيءْ،
ثمَّ مضيتُ إلى الفلواتِ وحيداً..
قلتُ بوسعي المُضيُّ هكذا..
وكانَ الموتُ ينتابني في كلِّ وَهلَةْ،
وتذكَّرتُ كلَّ شيءْ،
ونَسِينَي كلُّ شيءْ..
وكنتُ أرى الظَّمأَ في كلِّ ناحيةْ،
وكنتُ أطالعُ الهِجرَانَ في كلِّ كائنْ..
وما عدتُ أبصرُ اليأسَ ولا الأملْ..
كمن أصابهُ الموتُ في الشَّغَافْ..
ثمَّ تذكَّرتُ نَهْلاً في الجهاتِ الغائرةْ،
عندها التمعت الفناراتُ بغتةً،
وجاءني الموجُ من كلِّ ناحيةْ..
وانتابني الغرقْ،
وأسلمتني القُلُوعْ،
وأبصرتُ الإنتشالْ..
ثمَّ خفقتُ كطيرٍ يتيمْ..
كطيرٍ أخذتهُ الزُّرقةُ والجِمارْ.
* شاعر من السودان