ثمار

ماركيز: التقنيات والمضامين.. من العادي إلى مصاف النموذجي

ورقة نعمات

تهدف هذه الورقة إلى تناول التقنيات والمضامين من دائرة عاديتها إلى مصاف ذروتها، عند الكاتب الكولمبي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز، والتي وضعته في قمة الكتابة السردية، حتى أصبح كاتباً معروفاً في كل أصقاع المعمورة.
ولكي تحقق الورقة أهدافها، كان لزاماً عليها أن تنطلق من منهج تاريخي، تحليلي، نقدي للإلمام بالأبعاد الكلية لعوالم هذا الكاتب، بدءاً من تقصي البعد التاريخي للواقعية السحرية في أمريكا اللاتينية، كمستمسك إبداعي ينهض بالأدب الحديث في تلك المناطق إلى مصاف إنسانيته المتحققة، في اتساع رقعة تداوله بمختلف لغات العالم، وانتهاءً بالكشف عن معظم المكونات الأساسية، من أسطورة وحكايات شعبية وخرافات وثقافات متداخلة ..إلخ، والتي أسهمت وتسهم على الدوام في إثراء الأدب اللاتيني، وذلك من خلال النقد والتحليل والإضاءات الكاشفة لمضامين أعمال هذا الكاتب المبدع، بغية التعرف على الخطابات المرسلة لمختلف الأعمال المضمر منها والظاهر، من أجل التأويل، بهدف جعل النصوص تفصح صراحة عن دلالات ما تود أن تقوله.
تتَّبع الورقة عبر هذا المنهج، عملية تقسيم أعمال ماركيز إلى إطارين أساسيين:
إطار خارجي وإطار داخلي. يشتمل كل إطار على عدة محاور، تجتمع كلها في قراءة نموذجية متبصرة، لأعمال هذا الكاتب العظيم.
الإطار الخارجي:
يشتمل هذا الإطار على الشكل الخارجي أي التقنيات، وتتألف من:
اللغة
1/ اللغة الشعرية: لا شك أن الأسطورة والتي حكى له عنها جدّه، جعلت للغة نصوصه سحرها الخاص، ولكن ليست الأسطورة وحدها بشاعريتها العالية وخيالها المفرط التي دعمت لغة ماركيز، فهو يشير دوماً لدور الشعر من خلال قراءة الشعراء اللاتينيين والإسبان وغيرهم، في إثراء مخيِّلته ومفرداته.
أيضاً تعلمّ من جدته الحكايات الشعبية والخرافية، وحدثته عن الأسلاف والموتى والأرواح الراقصة بأسلوب تجريدي، تبناه لاحقاً في كتاباته. كما أن معرفته بعدد من اللغات، كانت لها أثرها البالغ في لغته وأسلوبه السردي.

2/ لغة الصحافة:
أما فيما يتعلق بأثر الصحافة في كتابته الأدبية، فهو يقول إن أثرها لم يكن سلبياً تقريرياً. وإنما هي تعبير عن صحافةٍ غايتها الخدمة العامة المباشرة، في إشارة أخرى إلى أن الصحافة لا تخدم أغراضاًَ خاصة بعينها، وإنما تخدم كل الأغراض، ويتجلى ذلك واضحاً في استخدامه لأسلوب التحقيقات الصحفية، في تتبع الأحداث وتبيانها، كما يستخدمها في الوصف السردي الذي يتخلل معظم أعماله.
3/ من العادي إلى المدهش:
لا يشك أحد في قدرات الروائي ماركيز الكتابية، وعلى رأس هذه القدرات الخيال الجموح المنفلت حتى إلى ما وراء المعقول، بترفيعه العادي إلى مصاف المدهش والمذهل، والغوص عميقاً في التفاصيل بصبرٍ لا مثيل له. فتقودنا البنائية الدائرية في (مائة عام من العزلة)، من العدم الذي يرتقي معه الخلق، إلى العدم الذي ينتهي منه كل شيء، ثم ينحلُّ فيهما. فهي تجسد شخصيات جبلت على العزلة والإخلال بالنظام، فآل خورسيه يسمي كل رجالهم أوربليانو، وتسمى الفتيات جميعاً ريميديوس، أمارانتا، أورسولاً، والالتزام بعدم الخروج من هذه الدائرية. هذا من ناحية التقنية، أما من ناحية المضمون، فكأنما يود ماركيز إيقاف الزمن في اللحظة التي يحملها الاسم الأول، ثم تتكرر الأسماء لتقتفي أثر هذه اللحظة المعينة. ومن ناحية ثالثة، تدلل هذه الاستمرارية على بحث عن هُوّية تتمسك بالجذور، خالصة.
4/ استخدام الزمن كتقنية:
الحديث عن الزمن كتقنية لدى ماركيز، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحديث عن العنونة. تعتبر أعمال ماركيز في مجملها تشتمل على عناوين مكوّنة مثال لذلك: (مائة عام من العزلة)، (الحب في زمن الكوليرا)، (خريف البطريرك)، و(قصة موت معلن)، (ذاكرة غانياتي الحزينات)، (خبر اختطاف)، (ساعة نحس)… إلخ. نلاحظ أن هذه العناوين تحمل مفهوم الزمن كتقنية، تنبني عليها النصوص، وتقوم مقام القالب الجمالي للسرد. والدليل على ذلك تقنية الاسترجاع أو الفلاش باك التي يستخدمها ماركيز كثيراً.
ونموذج لاستخدام الزمن كتقنية هو (خبر اختطاف)، والتي استخدم فيها الزمن لبناء الحدث، الذي هو الاختطاف وفق سرد الشخوص لحدث واحد، من عدة زوايا زمانية مختلفة، تفضي إلى الزمن الكلي للسرد، الذي يحدد مسارات الحبكة الروائية ويقف عند ذروتها.
الإطار الداخلي
يشتمل هذا الإطار على المضامين التي صاغها الكاتب الكبير ماركيز.
1- الزمن كمضمون:
يستخدم ماركيز الزمن في غير إطاره المعتاد والمعروف، وهو الذي يقاس بالسنين والشهور والأيام والساعات.. إلخ، أي أنه يخلق نظاماً فلسفياً للوقت، وهذا النظام الفلسفي يعكس أن ما يهم ماركيز هو معنى الزمن ودلالته، لدى كلِّ إنسان منفرداً.
مثال يستحق الوقوف عنده هو رواية (قصة موت معلن)، إذ يبرُز الاستخدام الفوضوي للزمن من خلال تجاوز ترتيبه المعروف. فالعنوان مليء بالمعلومات الزمنية، فالكلمة الأولى هي من صميم الأدب، وتعني الحكي عن شيء  في الماضي، ولكن الكلمة الأخيرة تشير إلى المستقبل وتشرح الماضي، وذلك بسبب مغتاليه (أي سانتياغو نصار)، فقد أخبروا كل الناس بعزمهم على قتله، ولأنه كان فعلاً قدَّره، فلم يستطع الناس تحذيره. تعود هنا لعبة الزمن مرة أخرى فالزمان الذي حدّده الشقيقان لقتل سانتياغو، زمن مؤطر بيوم الأحد في انتظار اللحظة الخاطفة، والجميع وقع في لعبة الزمن المؤطر في انتظار اللحظة الخاطفة أيضاً. والمفجع أيضاً أن هذا الموت كان قد أعلن لسانتياغو نفسه في حُلم شاهده في الصباح نفسه. وقد كرَّس  الكاتب الصفحة الأولى كلها من القصة، للحديث عن هذا الهاجس، ويشير إلى أنه لم يتم فهمه أو تفسيره أو توقع نتائجه كما يجب.
فحتى ماركيز نفسه، وقع أثناء الكتابة في شراك التأطير الذي خلقته الشخوص، فإذا افترضنا أن اللحظة الخاطفة لاغتيال سانتياغو نصار، قد عبرت دون أن يستطيع الشقيقان تنفيذ عملية الاغتيال، فإن النص (موت معلن)، سيسقط من الإطار الزمني، ويتبدد في الهواء، ولن يكون لماركيز نص يسمى (موت معلن).
وهنا يظهر أن المأساة تكمن في هذه الفنتازيا المقدَّرة لأهمية كسر النظام الزمني وتغييره، فهو تغيير يفوق كل توقعاتنا كقراء، لأن كل الشخوص كانوا مكبلين بقدر، لم يفرضه عليهم أي شخص: إن الفوضى في استخدام الزمن قوية وعدائية، وهل أدّلُّ على ذلك من بلاثيدو تينيرو، والدة سانتياغو، والتي كانت تقوم بدور تفسير الأحلام والهواجس للناس، ولكنها عجزت عن تفسير هواجس ابنها في ذلك الصباح؟.
2- المكان كمضمون:
واحدة من سمات الرواية الماركيزية، هي اختيار المكان ودلالته. فهو دائماً مرتبط بحقيقة اجتماعية، ويمثل مكاناً معروفاً. ففي (حكاية بحار غريق)، مثلاً نجد أن الرواية لا تدّعي إنتاج الحقيقة، ولكن تعمل على تمثيلها وتوثيقها وخلقها من جديد. فالمكان الذي تدور فيه أحداث الرواية، يلعب دوراً حاسماً، بحيث أنه يصوغ العلاقة بين الأشياء والشخوص، ففي الحقيقة كلٌ منا يُعرِّف نفسه في فضاءٍ محدد، قد يكون هذا الفضاء مكاناً أو إطاراً، صغُر أو كبُر مساحةً، لممارسة نشاطٍ محدد وقد يكون ورقة أو شاشة. والفضاء يمكن أن يكون محدداً أو غير محدد، حسب رغبة الشخص الذي يشغله بالنسبة للأدب، فإن الفضاء له نفس أهمية الشخوص والزمن. فهو الظرف الذي تدور فيه الأحداث ويسمح للعقدة أن تتطور. ومنذ دخوله لفضاء الرواية، يجد القارئ نفسه فيه من خلال الوصف الذي يتم له، ومن خلال التمثيل لفضاءات معينة ومعروفة.
وهذا الفضاء المعروف، هو الذي يعطي للمكان أثره الواقعي، حتى يترك الخيالي أثره السحري عند القارئ.
4- السخرية كمضمون:
هي سمة أساسية لهذا الجنس الأدبي. ونلاحظ ذلك جلياً في كتابات ماركيز، إذ إنه يسخر من الدكتاتورية من وجهة نظر إنسانية في روايتة (خريف البطريرك)، كما يسخر من المسلمات الاجتماعية والسياسية في رواية (مائة عام من العزلة)، وفي قصته القصيرة بعنوان (رجل عجوز بأجنحة ضخمة)، يسخر من السلطات الدينيَّة، ونفس السخرية ذات البعد الديني هذه نجدها أيضاً في (مائة عام من العزلة) من خلال قصص الموتى الأحياء (المعرفة عندنا بقصص البعاتي).
تستخدم السخرية كبداية للانتقاد، وما يجب لفت النظر إليه، هو غياب التعليق الساخر فيما يتعلق بالحدث الفنتازي، والهدف من ذلك تقليل أو تحييد أثر الأحداث الواقعية المنتقدة. تشير السخرية إلى نقد الذات والموضوع معاً، وتجعلنا أمام مرآة ذواتنا بلا خجل، ليس فقط على مواطن الخلل، ولكن للوصول إلى حلول موضوعية. الإنسانية.
6- العزلة كمضمون:
العزلة هي عزلة أمريكا اللاتينية، وكل الدول المهمشة، والتي تصارع من أجل البقاء.
فتدور معظم أعمال ماركيز حول موضوع العزلة، بدءاً من عمله العظيم الموسوم (مائة عام من العزلة)، وانتهاءً بآخر أعماله السردية. ففي رواية (مائة عام من العزلة)، ينتهي العالم كما ابتدأ في حالة عدم، وتُدمَّر القرية بإعصار شديد، وكأن الحضارة التي سعى إليها الأجداد مأواها الفناء. الحكايات في هذه الرواية دائرية كما أسلفت، وليست خطيَّة، حيث تدور الأحداث بنفس التسلسل حتى أبناء الذرية لديهم نفس الاسم، فالأبناء يدعون أورليانو والبنات يدعون ريميديوس، أو رانتا أو رسولا.
ونلاحظ أن مفردة العزلة تتكرر بأشكال مختلفة، وفي مواقع عدة من أعماله السردية، لتفتح طاقة المفردة على دلالات متعددة، تشير في مجملها إلى مضامين فلسفية وإنسانية عميقة، تجعل الخطاب السردي في حالة مرونة دائمة وفائقة لدى تأويلها، وقابلة للتجدد المستمر، حال تلقيها عند القارئ العادي أو الناقد المتخصص على حدٍ سواء.
وماركيز حينما جعل العزلة كمستمسك سردي فتح قوساً واسعاً تجاه مجتمعات أمريكا اللاتينية، التي تشبثت بالأسطورة والخرافة والحكاية الشعبية، بغية كسر طوق عزلتها والانفتاح نحو الآخر المختلف من جهة، والآخر المتفق من جهة أخرى. فالعزلة في مجتمعات أمريكا اللاتينية، عزلة جمعية، تنبع من الذات الإنسانية نحو الخارج، لتؤطر حياة المجتمع كسلوى وحماية من عسف الآخر وتسلطه ونهمه نحو التملك.
وعليه، فإن مجتمعات أمريكا اللاتينية، لا تعاني العزلة على مستوى أفرادها، بل على مستوى كيانها الجمعي، مما جعل التفكير بصوتٍ عالٍ هو ديدن هذه المجتمعات، فالأسرار الخاصة مكشوفة، والخاص مربوط بالسياسي، ومعروف لدى الجميع كما هو بائن في رائعاته (قصة موت معلن)، (الجزال في متاهته) و(ليس للكولونيل من يكاتبه). والتفكير الجمعي هو الذي يعبر عنه الأفراد في حديثهم مع ذواتهم، فالأسطورة والخرافة والفقر ..إلخ؛ هي التي وحدت طرائق التفكير وشكلت وجداناً جمعياً يتخلل حياة الأفراد وينسج نطاقاً يواجهون به أزماتهم الوجودية، بغية التغلب عليها لمسايرة ضنك الحياة.
7- المكون الاجتماعي كمضمون:
أنا أعتقد أن لاتينية أمريكا نسبية، لأنه يوجد فيها خليط عام من البيض والسود والعرب والهنود الحمر. إن الهجرة الأوروبية في القرن التاسع عشر كانت قوية، خصوصاً في الأرجنتين (هناك إيطاليون – فرنسيون وغيرهم)، كما لا ننسى الألمان الذين هاجروا إلى البرازيل وشيلي حتى عام 1945م.
الجدير بالذكر، أن أكثر من 22 دولة في أمريكا اللاتينية تتحدث اللغة الإسبانية، فهذا فيه صياغة لثقافة المكون الاجتماعي، لأنه على مدى ثلاثة قرون ونصف القرن تقريباً. فمنذ بداية القرن السادس عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر، كان التأثير الإسباني هو الأقوى، بمعنى أن ثقافة أمريكا اللاتينية كانت تعلو وتهبط تبعاً لحالة الثقافة في إسبانيا. والجدير بالذكر، هو الحديث في هذه الفترة عن وحدة أمريكا اللاتينية، تحت تأثير هذا الغزو الإسباني على المجتمع وبالتالي الأدب. بالإضافة إلى حقيقة أن الإسبان لهم تاريخ وحضارة تتداخل فيها العناصر المسيحية والرومانية والعربية، وقد تأثر الكُتّاب في هذه الفترة بهذا الإرث الثقافي المتنوع كثيراً.
أما من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فأصبح لأمريكا اللاتينية شأن آخر. حيث أصبح الأثر الأقوى يأتي من أمريكا اللاتينية، أي من ثقافاتها القديمة، إذ كانت الكتابات السابقة متمثلة في التيار الاجتماعي الواقعي، الذي يعبّر عن الواقع بطريقة سطحية مبسطة، متصلة بالعادات بالعادات أكثر من اتصالها بالقيم الإنسانية الحقَّة. فبدأ عهد الحداثة يرفض هذه الواقعية، وما الواقعية السحرية إلا تيار مناهض للواقعية التي كانت سائدة في أوروبا (فرنسا إسبانيا – إنجلترا وروسيا)، وغيرها فبدأت الكتابة الإبداعية بالنهل من الثقافات المتعددة لهذا الهجين المتنوع ذي الحضارات والثقافات القديمة، مثل المايا والأنكا والأستيك وغيرها. فاُستخدمت الحكايا الشعبية، الخرافات، المعتقدات الدينية السحر.. إلخ؛ في صياغة صورة جديدة لكونها تُعبّر عن آلام وآمال هذه المنطقة ذات الإثنيَّات المتعددة. هذا الكون كانت ترسم ملامحه الفوضى وعدم الالتزام بالنظام في سعي للتحرر من كل القيود الأوروبية. وغُلّبت القيم الإنسانية على كل شيء، وتمّ التعبير عن هذه التعدديات الإثنية في كتابات ماركيز عن طريق التعددية الصوتية، التي تجلّى من خلالها الأثر الجمالي لهذه الكتابة الإبداعية.
يظهر مضمون المكوّن الاجتماعي ذي التعددية الإثنيَّة أيضاً عند ماركيز، في استخدام أسماء يعكسها بصورة تُبيّن التقاء الجذور العرقية بالتاريخية رغم تميزها.
فالاسم سانتياغو نصار يشير إلى اسم الأثر الإسباني (saint)، وهو يعود إلى جذور والدته الكولومبية، من أصل إسباني ووالده ذي الأصول الشرقية (لبنانية، سورية وغيرها)، فهذا هو المكوّن الاجتماعي لبطل (قصة موت معلن). كذلك تظهر مضامين المكوّن الاجتماعي في اختيار الشخوص باختلاف ألوانهم ولغاتهم ولهجاتهم، ليس فقط عند ماركيز ولكن عند كتاب أمريكا اللاتينية قاطبةً.
يضاف إلى هذا كله الأثر اللغوي، فتظهر المفردات المستخدمة في الأعمال الإبداعية متنوعةً، تشمل الديانات المختلفة، للثقافات الخاصة المستقلة بكل مجتمع، وبهذا ترفض هذه الكتابة التمترس حول لغة واحدة تحاكي أوروبا، فتأتي الخطابات متعددة وساحرة لتقاوم وتناضل في سبيل البحث عن قراءة جديدة للعالم وأصله وللإنسانية وثباتها، وكأنه يشكل مكاناً أسطورياً جديداً ليعيش الناس فيه بحريتهم. ولكن هذا المكان ليس له حدود، وإنما هو مكانٌ احتفائيٌ يسعدُ كل إنسانٍ فيه على طريقته، فالسفينة في (الحب في زمن الكوليرا)، أصبحت متحفاً للحب.
أختم فأقول:
يا أيها الكولمبي العظيم
يا من جمعت بين الوعي السياسي الاجتماعي والثقافي… والخيال المتدفق الخلاق… سيبقى مكانك شاغراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر والمراجع:

1/ إدوارد جاليانو، (أمريكا اللاتينية على المكشوف، 1971).
2/ أ . ل . رانيلا (الماضي المشترك بين العرب والغرب. أصول الآداب الشعبية الغربية، ترجمة د/ نبيلة إبراهيم، مراجعة د/ فاطمة موسى، سلسلة عالم المعرفة، 241، المجلس القومي للثقافة والفنون والآداب، الكويت،1978).
3/ د/ بشرى موسى صالح، (نظرية التلقي: أصول… وتطبيقات)، المركز الثقافي العربي، 2001.
4/ د/ حامد أبو أحمد، (قراءات في أدب إسبانيا وأمريكا اللاتينية)، الهيئة المصرية العامة للكتاب،2007.
5/ غابرييل غارسيا ماركيز، (كيف تكتب الرواية ومقالات أخرى؟)، ترجمة صالح علماني، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، الطبعة الأولى، 1988.
6/ د/ سعادة خليل، (غابرييل غارسيا ماركيز ورؤيته للحياة في روايته الأخيرة _ مذكرات مومساتي الكئيبات_  )،2006.
7/ غابرييل غارسيا ماركيز، (عشتُ لأروي)، ترجمة صالح علماني، 1985.
8/ Attalie, Jacques, Histoire du temps, Fayard, Paris, 1982.
9/ Faris, Wendy & Lois Parkinson, Zamora, eds. Magic Realism: Theory, History, Community, Duke, U.P., 1994.
10/ Faris Wendy, Ordinary enchantement: Magical realism & the Remystification of narrative, Mashville, university press, 2004.
11/  Carpentier, Alejo, Le Royaume de ce monde, trad. De L. F. Ourand, edition Gallimard, 1954 ( 1948).
12/ Chanady, Amaryll, Magical realism and fantastic: Resolved versus un resolved Antinomy, New York et Londres, Garland Publishing, 1985.
13/ Roussos, Catherine, Decoloniser l’imaginaire: le realisme magique, in Maryse Conde et al, Paris, l’Harmattan, 2007.
14/ Sheel, Charles, Realisme magique et realisme merveilleux: Des theories aux poetiques, Paris, l’Harmattan, 2005.

* ناقدة وأكاديمية متخصصة في علم الدلالة من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى