الدفترُ الأوّل
اللائِذُ في الظَّهيرةِ
(استدراكٌ يُسْلمُه الحافرُ للجمْرِ)
توطئــةُ الدُّخول :
“ آنَ يَتهْيأ لِنتفِ الجلوسِ، وحذاءِ النميمةِ المثقفةِ بكاملِ النسْخِ، يُعلِنُ رحابته بالحرفِ المتعلِّقِ في اسْتثناءِ الجملةِ
أوْسع المعْنى
يمكُو جَدليةَ الظُّلمةِ الَّتي تَتلبَّسُ نهرِه الْمُزْدوجِ البكاءِ تحتَ درجاتِ الجمرِ المتقطِّعِ في تعاقُباتِ فُصُولهِ
بسْيُرورةِ الاحْتدامِ المتشنِّجِ بينَ طينةٍ وأخرى
بفظاظةِ القِلاعِ تحتَ انْقطاعاتِ أسْلافهِ
عبرَ تاريخِ المخالبِ
يرى
استدْراكاً
يُسلِمُه الحافرُ للجمْرِ”
حصيد
الكنايةُ خُبزُ الضُّعفاءِ
المجازُ خديعةُ اللُّغةِ
(هو رداءَةُ التَّبغِ..
سَاقطِ المتونِ الفصيحةِ)
يَهْبطُُ
يصعدُ
يغْفُو في الحصيدِ المتوهجِ
يتخفَّى
في جمجمةِ تزمْزمُ بأرماس
تُحتضَرُ
الأزقة
الأزِقْةُ
عَناوينُ
رئاتٌ اكتظتْ بعشيقاتٍ مثْلِ (الأنقارا)
مثْلِ نبعٍِ يلْهَجُ بالتَّسكُعِ
لكل زُقاقٍ طعمٌ
فلسفةٌٌ
غبارٌ ورقيٌّ
هُو طمأنينةُ المتشرِّدِ
في السَّردِ
في خميرة الجوعِ
وسُلالةِ المعْضِلة الشَّاسعة.
هدر
[كأنْ لم يمُتْ في هدْرِ قَذْفٍ.. كأنْ يُجوَّفُ في النَّهارِ كأنْ نُسْغاًً يمتدُّ في جُوْقةِ الكائنِ المرتدِّ حينِ ليلٍ من الحكمةِ الكاسدةِ.. هو الرَّهقُ في صلواتهِ لِذَّ خُلوةٍ، مساسٌ براجعِ الحمَّى في التَّوابيتِ، قنينةُُ الطَّهرِ في رُعْبهِ المتحوْصلِ السُّلالةِ].
مدينة
أقصى
شارعِ التَّوقعِ
نهارٌ مستطيلُ الأسئلةِ يتسللُ
المحالَّ التجاريةَ ذاتَ العلاماتِ البائسةِ
تُسْقطُ نصفَ الضِّياءِ
ونصفَ الظُّلمةِ
في المدينةِ
الموحشةِ.
سهرة
جسدٌ
لاهثٌ
يجففُ البحرَ بِشظايا العتمةِ
الجبالُ تعضُّ الأفقَ
فأُدْركُ أنَّكِ معي في الصُّعودِ
تُجرِّدينَ الرِّيحَ من ملابسها العسكريةِ
جاهزةًً
لسهرةٍ وثنيةٍ
في الطَّريقِ العام.
جنون
حيثُ الجنونُ يهبُ شارةَ البدْءِ
جسدُ يُقاتلُ
نَصْلٌ يَتعَفَّنُ (بِجَبْرِ الكَسْرِ)
حينَ يجرَّدُ في الخجلِ المتعَفِّرِ من خاصرةِ لسانٍ يرْتَجِلُ حكمةً غير صائبةٍ في النَّهْبِ
وشايةُ الـ ( G.M.3 ) تنمَّقتْ بأسْماءِ حشدٍ غيرِ بعيدٍ في الخوْفِ
الغيبُ إشْارةُ الحريقِ
وأنتَ تلمْلِمُ الخُذْلانَ من (أيـَّامِ الفُرَاشْ)
وصورتُكَ تسْتدَيرُ على حائطِ الطَّريدةِ المستدرَجة.
خيانة
عزلة
لا نهارَ لها
أُُلبسُ الجراحَ خيمةً تنْكفئُ على مشهدِ الرَّمادِ
بالصَّمْتِ المتربِ بويلاتهِ مثل لسانٍ يترحَّمُ بالصُّراخِ
للخيانةِ دَمٌّ يتلمَّظُ السَّبايا
هلْ
البصيرةُ
وحدُها اللامِعة؟
هلْ اليقينُ فوضَى؟
هلْ
………….
……… ؟
عزاء
العاشرُ من أكتُوبرَ
هواءٌ لغُرفِ الجماجمِ
عزاءُ السَّجينِ
للسَّجينِ
نهرٌ
في منتصفِ المدينةِ
مثلُ رُمْحٍ
مثلُ منْحُوتةٍ
على
طرازٍ نُوبيٍّ.
الوحل
أسمعُ راهبةًً
وصورةُ العذراءُ وليمةٌ تختفي – ومن خدَّيْها يُكْتَرى الدَّمُ –
مثل شجرةِ الزُّونيــا الَّتي تتمرغُ في أمراضِ الوحلِ،
الوحلُ الأكبرُ تلُّوثاً من العناصرِ المشعَّةِ
تترنَّحُ في أحْبـُـولةِ الفيزياءِ بِعينِها الكليلةِ
في التَّنجيمِ، في الظِّـــلالِ المثقلةِ بالضُّوءِ المتشنِّجِ.
تعرية
كنا نُعلِّبُ اللَّيلَ
– نحنُ أطْفالٌ في الزغبِ –
حينئذٍ قذفتنا تحتَ سُرَّتها المهْتزَّةِ من مُلامسةِ بَعْلِ الرِّيحِ
الريحُُ في جهاتهِا المنتظمةِ التَّدْويرِ
كنا
نُعرِّي الشَّرانِقَ بوجْهِ أحْذيتِنا المسْــــــتلبةِ حين رغبةٍ في الرَّكضِ
ندُّسُّ (القيقرَ) في أصْواتِنا وهو يمارسُ لُعْبتَهُ المسْــــــبَقةِ بطفولةِ الحشائشِ المتحفِّزةِ لبعضِ الثَّمراتِ المترمِّلة
بأصْواتِنا.
نفثة
لا
أنْتِ
نَهْري
لا
أنا
صحراؤكِ
(أنفثُ لكِ رَحى الطُّفولةِ)
نَفْثَةٌ للحكمةِ العاجلةِ
نَفْثَةٌ للطَّيشِ
نَفْثَةٌ لصُحُونِها العاريةِ
نَفْثَةٌ لطّائرِها النَّرْجسيِّ
في دوائرهِ
نَفْثَةٌ
لكابُوسِ فنتزاتِه المتقاعسةِ
لكِ
أنْ تَهْمِسي
أيضاً
لا
أنْتَ
نَهْري
لا
أنا
صحراؤكِ.
بذرة
النيِّرانُ القابعةُ خلفَ انْطلاقِ المراكبِ في النَّهْرِ الضَّامرِ تَجْثُو في الأقلِّ من الهباءِ
في قليلِ الطَّلعِ وإشْكالاتِ أشجارِ الهشاب من صرْخةِ العالمِ، هي الَّتي تمنحُ البذرةَ دورتها المتدفِئةَ تحت جِذْعِ الانْبعاثِ.
حكمةُ
في التَّهيُجاتِ المنتصبةِ لجزيرةِ الطُّقُوسِ الأيروسـيةِ
تتلألأُ في اليقظةِ الأخيرةِ غُلْمتُنا المتكتِّمةُ على المَرايا
أنْثَى
لحظةَ ملحٍ و(مُلاحْ)
حكمةٌٌ
لم يقلْها أحد.
زنازين
أكتبُ عنكِ
يحملُكِ الشَّررُ إلى الزَّنازينِ
وغُرفِ الأصدقاءِ
غُرفُ الأصدقاءِ الَّتي ترمي شبابيكها للرِّيحِ
الرِّيحُ
الَّتي تملِّحُ سفُوح سجائرهِم
بالثِّرثَرةِ
بالأدْنى من السَّرابِ
الَّذي يتَسعُ
انْكساراً
في
ا
ل
غ
ض
ب.
مجتزأ من كتاب (الداجن)
*كاتب من السودان