أعرفني جيداً
أعرفني جيداً
في وجوه أصدقائي
في عابرة لم تعبر..
في الليلة الفائتة
في السيجارة الأولى من الصباح
ملامحي من آخر الشهر
أو بعد منتصف الليل
في لوحة نيونٍ مضيئة تغير طريقي
وطريق معتم يقود إلى حياة
لا تجد طريقها إلي
أعرفني في سورة نسيتها
من صورة أتذكرها
في آخر قصيدة كتبتها
لكن..
ليس في المرآة.
مِهْنَة
هذا الحب
لم لا يُغَيِّر مهنته
كأن يبتاع السجائر للعمال
بسعر أقل
أو أن يهتم بتربية الكلاب الضالة
أليس هذا
عملاً إنسانياً أيضاً؟
دمية
لا زال يفتش عن طفولته في حكايات ما قبل النوم
عن دمية أحبها كان يتمنى أن تكبر معه..
كبرت الدمية
أما هو فقد ظل طفلاً.
قمر
لم يعد القمر صديقي
بعدما اكتشفت
أنه ليست قطعة جبن كبيرة
وليس في حصالة نقودي ما يكفي
لشراء مركبة فضائية.
ثقب
الصغير الذي كان
يراقب المدينة من ثقب الباب
كبر هذه المرة
ها هو يراقب العالم
من ثقب في قلبه.
جسد
جسدها..
رواية
لا تقرأ إلا بطريقة برايل.
عوسج
لا أهتم..
ما إذا كانت السماء
ستمطر الليلة
أو السنة القادمة
فلست زهرة جميلة
في أصيص طيني مزخرف
أنا عوسج حزين.
انتظار
لست من ينتظر المطر
كل هذه السنوات القاحلة
فتلك مهنة الأودية
وهواية الأشجار اليابسة
أنا في انتظار امرأة.
الجدة
جدتي لم تفِ بوعدها
هذه المرة
بجلب الحلوى من مدن بعيدة
كنت أظنها إحدى ساحرات ديزني
وكانت تؤمن بطفولتي اللابريئة
كلما حملت المكنسة
انتظرت تحليقها عالياً..
ذات مساء طارت
إلى الأبد.
وحدة
كلما شعر بالوحدة
التقط صورة عائلية
مع قصائده
وعلقها على حائط الغرفة.
خسائر
كلما خسر امرأة ربح قصيدة
ماذا لو خسر
حياته كلها.
جليس
كلهم يجلسون إلى البحر
ووحده البحر
يجلس إليه.
مشنقة
يرتدي في النهار ياقة
وفي الليل مشنقة
يطل منها على العالم
ويكتب قصائده.
نهاية
جملة
فرت من السياق
وضلَّت طريق العودة..
هكذا ظل يفسر نهايته
وهم يحملونه
للمقبرة.
تظاهرة
في الحلم..
سرت في تظاهرة مع الله
والنواميس والأساطير والشعراء والمتعبينَ
ضد من لا يحلمون،
فإما أن يموتوا
وإما أن يغادروا أحلامنا.
*شاعر من اليمن