ثمارغوايات

كأسٌ في العدَم

البكري

1
كأنْ تَطفُو على صَمتِ الجهاتِ العابرة.
مثلما تَدنُو اللَّذَاذةُ مِلءَ شَوكِ الرِّيح. رنّاتٌ تَيبَّسُ في تجاويفِ النّشيدِ الفَظِّ للذّكرى
بلا مَظنّةَ للخُلود، سوف تَتلُوكَ الأباعدُ دائماً. لا شيءَ كالنّسيانِ مَخفوراً بدَمعاتِ الحَجَر.
2
صلْبةٌ وتَسِيل
أبوابُ مَن؟، في اللّيلِ تَعْوِي
للخَافتِ المنسيِّ في كَتفِي كتَرقيةٍ
كمِيزَانٍ
كأنسابٍ من الأوزَارِ تَحمِلُها القيامةُ
صوبَ
قيامةٍ
أخرى؟
3
ما لا يُرَى سَتدرِكُه بألوانٍ تخضُّ السّمْعَ
تجسُّ شيئاً ما هناك.. بخَيطٍ من سَبيبِ القَلبِ تَتبَعُه.
4
تلك السِّهام..
ريشٌ وأجنحةٌ تَهَشَّمُ ملءَ كأسٍ في النّدم.
على
تلك السَّلام.
5
ناراً رأيت.. خَرائطاً وجِهَات
كمَن يَرُودُ
ويَكْمُنُ في الدّمِ المكْذُوبِ سَيفاً طاعناً في الشّكّ
طائشَاً أبدَاً على ما فَات
مَراكبُكَ السَّرِيرةُ
والمدَى غُفْلٌ عابراً حُلماً كئيباً..
تُجذِّفُ مَوْجةٌ في القَلب
أيّها المعزُوفُ وحدَك
ناراً تَرَى..
أفقاً تَناثَرَ في شِرَاعِ مُسافِرينَ
تَناسَلوا بهَلاكِهم.

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى