غوايات

مجتزأ من “خبزُ الغَرِيبْ”

تَهدَابْ؛

تَهدَابْ؛

ما بَالُ الأيَائِلِ تَطلعُ في لَيلِ الغَريبِ ثَانِيةً؟

أتُنصِتينَ إليها مَغْسُولَةً بالتَرَانيمِ في النَّبعْ؟

هُوَ ذَا صَوْتُكْ،

هُوَ ذَا صَوْتُكِ يخضَرُّ في النَّواحِيْ؛

هُوَ ذَا صَوتُكِ الأصبَاحُ يحمِلهُا الرُّعاةُ إلى الوِهَادْ، يحملهُا القَطْرُ إلى الميازيبْ، هُوَ ذَا صَوْتُكِ المعزَّاتُ في صِبَا الحَلَنقَةْ؛

هُوَ ذَا صَوْتُكِ يجرُحُ جَفْنَ العَتمَةْ، يستلُّ العمرَ ثانيةً من السُّخَامْ؛

هُوَ ذَا مثلُ طُفُولةٍ تلثغُ في رِقَّةِ الفَجرْ؛

صوتكِ المْعصُوبُ بالحُزنْ؛

صَوْتُكِ الحفيفُ في الممرَّاتِ وبينَ الأعتَابْ؛

صَوْتُكِ الأورادُ تدنوْ والتَّراتيلْ؛

صَوْتُكِ البيبَانُ تُشيَّدُ في الطُّرُقاتِ المفؤُودَةْ؛

صوتكِ البيوتُ تخلدُ في جنَّةِ الزَّنجبيلْ؛

صوتكِ القَطرُ يُذْرَفُ في الصَّيَاهِدْ؛

صوتكِ الرُّوحُ تشهَقُ في الغَمرْ؛

صوتكِ الأحاجٍي تُنشَدُ في العَشِيَّاتْ؛

صوتُكُ السِّرُّ يُطْوَى في المَفَارِقْ،

مَغزُولَةٌ من الأنْدَاءِ في اللَّيلِ

أنتِ..

هُوَ ذَا؛

هُوَ ذَا صَوْتُكِ

يَجدِلُ هذا الموتَ بيننَا أبداً وجُسُورْ..

هذا الموتَ بيننَا

أبداً

وجُسُورْ.

أنس مصطفى

شاعر وكاتب من السودان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى