ثمارغوايات

ثلاث قصائد

باسم فرات

(1)

في ضِفَّـةٍ جُلْمودٍ

تاريخُها حَصىً

ذِكْرَياتٌ جارِحَةٌ تَحمِلُ مَعاوِلَها

لِتُطيحَ بي

أسْتَنْشِقُ عَبيرَ عُشّاقٍ

سَفَحوا  قُبُلاتِهُمْ عَلى المياهِ

فاسْتَأْنَسَ الـمُـغَنـّونَ بِالحَسَراتِ

وَاحْتَمَيـْتُ مِنْ ذِكرَياتي بِخَفَقاتِ نَوارِسَ

كانَتْ تُرْشِدُ الـمَوْجَ إِلى نَظَراتِ صَبايا

لِيَسْرِقَ زُرْقَتَها إِشْفاقًا عَلى السَّماءِ

غَريبٌ في يَدِهِ سَراجٌ يَبْكي

وَفي جُيوبِهِ عَويلٌ يـَتَباهى بِهِ الـجَنِرالاتُ

يَـتـَوَجَّسُ العابِرونَ مِنْهُ

خـَشـْيَةً مِنْ ذِكْرَياتِهِ الجّارِحَةَ

الأربعاء 27 تموز 2016

نَـلـْسـُن – زي الجديدة

(2)

عِنْدَ ساحِلٍ يـَتَّـكِئُ عَلى وِحْدَتِهِ

صَرَخْتُ عَلى ذِكرَياتي أَنْ تَكُفَّ عَنِ العَويلِ

وَلِتَفْكيري بِكِ مَنَحْتُ الوَقْتَ كُلَّهُ

أَنْتِ الَّتي يُغَرِّدُ شالُكِ

حينَ يَرى أَنْفاسي تَـتَـكَسَّرُ أَمامَ نَظَراتِكِ

الصَّمْتُ يُحيلُ الكَلِماتِ إِلى نَهـْرٍ هائِجٍ عِنْدَ رُكْبَـتَـيـْكِ

أُعَرّيِهِ، فَتَنْفَرِطُ الْتِفاتَتُكِ عِقْدًا مِنْ بَجِعاتٍ

تَسْبَحُ الأَمْواجُ في أَجْنِحَتِها

والرّيحُ تَنْضِجُ

هَلْ حانَ القِطافُ؟

ارْتِباكي يَطْفو في القَصيدَةِ

أَنا وَحيدٌ يَـتـَّكِئُ عَلى ساحِلٍ

يَصْرُخُ عَلى ذِكْرَياتِهِ أَنْ تَكُفَّ عِنِ العَويلِ.

نَلْسُن 4 آب 2016

(3)

أَمامَ البُحَيْرَةِ الرّاقِصَةِ بَيْنَ أَحْضانِ الـجِـبالِ

كُنْتُ أَتَفَرَّسُ في وَجْهِ الماءِ، فَتـَزيحينَ خُصُلاتٍ إِلى العُمْقِ

أَنْتِ البَعيدَةُ تُغْرينَ الصَّباحاتِ بِالـتَّـعَـرّي

قَرَّرْتُ أَنْ أَمْحو دُموعي مِنْ أَيـّامِكِ

وَأُمَرِّرُ عَبَقَكِ عَلى اليَنابيعِ

تَلَصَّصَتِ الجِّبالُ فَاكْتَسَتْ بِأَنْفاسِكِ

غَريبٌ هُنا، يَدُلُّني صَمْتي عَلَيَّ

وَتَقودُني عَيناكِ إِلى حَفَلاتِ رَقْصٍ

تَجْتَرِحُها الغاباتُ وَهِيَ تَسْخَرُ مِنَ انْسِلالِ خَفَقاتِ القَمَرِ

لا سِراجٌ يُضيءُ عَتَمَةَ أَحزاني سِوى ابْتِسامَتِكِ

أَنا الـمُكَبَّلُ بِالفَقْدِ، سُبُلي مَليئَةٌ بِعُشّاقٍ غادَرَتْهُمُ الـمَحَطّاتُ

وَبَحّارَةٌ كَنَسَتِ الرّيحُ أَحْلامَهُمْ بَعيدًا

نَـمـَتْ عَلى سَنَواتِهِمْ أَوْهامٌ

وَحيدٌ، وَالبُحَيرَةُ تَرْقُصُ وَصَوْتُكِ يَسْتَأْنِسُ بِذاكِرَتي

فَتَسْتَأْنِسُ الطُّيورُ عَلى كَتِفَيَّ وَتُـظَـلِّـلُني الفِراشاتُ.

الخرطوم 9 آب 2016

* شاعر من العراق

زر الذهاب إلى الأعلى