آهٍ .. إذا ما أنتَ تدفعُني ليصفعَني النُواح
لأنني يقظ أراك تحُضَّني
وتُشيحُ عن وجهي مراثيكَ الحزينةْ ..
لن أستريح إذا دموعي لم تُجَفِّفْها مناديلُ الحبيبةِ عنوةً،
كبُحيْرةٍ هجرَتْ شوارعُها مضاجعَها إلى سفحِ المدينةْ،
سيَّان إذ ما ناغمتْ روحي جراحَ هويتي،
وأنستني لأجلِك ما علمتُ بما يؤكِّدها السكينةْ ..
مغموسةٌ في حزنِها
في حضنِها بزغَتْ شموسُ الأمسِ قبل أوانِهِ
وتفتَّحَتْ في نِيلها ذاتِ المواقيتِ الفقيرةْ ..
يا طفلتي لا تستريحي إلى ضفافٍ لا تُراعِي فيك أطوالَ الضفيرةْ،
سأعودُ أسألُها المطاراتِ التي فقأتْ عيوني وناولتني بؤبؤاً وعصاً قصيرة ..
لم أقرأ على هذا الجوازِ – حقيقةً – ما ينصُّ على الإياب،
فما عليك سوى بتعديل المهمةِ لا بتبديلِ الثياب،
كما فعلتُ ونادماً لم تطاردني أحاسيسُ المودةِ كَرَّتيْن،
فما حملتُ على دمي أفرغته ..
رفَضَتْ ملامحُ وجهها تعريفها،
لكنها رسمتْ على نهرِ السكونِ علامةً،
نزعتْ بقسوتها بطاقاتِ العبورِ إلى اللظَى
كمساحةٍ في حِلمِها أهدتْ مواقفها إلى جدبٍ أسِيفْ،
راوَدَتْه وقالت هَيْتَ هَيْت.. فليس من شيءٍ يُخيف
وأنا بغيظي ارتميتُ على مساعٍ سوف يجرُفُها النزيف ..
وأنتَ،
لم تُسدنِي نُصحاً ضد شُبهاتِ الرحيل،
مُتعمِّداً.. أدري بأنك ابن ناحيتي
تقاومُ نزعةَ البارودِ في عُرسي
إذا ما طاشَ طلقُ مخاوفي
فيا أيها الملكُ المعزُّ المقسطُ
إن جاءَ من يُفْتي بجُرمِ قبيلتي
ومزوِّراً كل الشهودِ العابرين على ترانيمِ المَوَاتْ،
ويشتهي قتلي على ذاتِ النسقْ،
لا تَرْمِها أرضي بليْلٍ، فما كل مَن فيها تجرأ واسترقْ،
فهناك في سوحِ الخطيئةِ قد تجمَّعَ شملهم ..
وأنتَ لم تدفعني إلى هذا النُواح
ولم تَجِدْ مِني العزاءَ لكي تمارسَ ما تُجِيدْ،
أمَّا أنا سأعودُ لا شبحاً ولكني على زهرِ انحيازك ازدهاراً من جديدْ،
سأعود محمولاً على فرحٍ،
ستصطفُّ الحرائرُ في مسيرتها وتطلقُ للزغاريدِ العنان
فلا تظن بأنَّ أطماعي تراهنُ بالهواجسِ كي تنالَ نصيبها
ليَلفَّني بعضُ الجنودِ الكاذبين بخرقتين من الوطنْ،
سأردُّ عن قاعِ الملاجئِ احتفالاً لا يخصُّ قَضِيَّتي،
ثم لا ألْوِي على صوْتِ المؤذِّنِ،
لا يؤذِّنُ،
بل يردِّدُ من قصيدي ما أشاءُ وَوِفْقَ ما تُملِيهِ روحُكَ من شروطْ،
أو ليسقط
،
فلا خيارَ سِوَى السقوطْ.
* شاعر وكاتب من السودان