وددتُ لو أنَّ النساء جُمعن في ثغرٍ واحدٍ لقبلته وارتحتْ
اللورد بايرون
ساعتي الثامنة
إلا …
يترجرجُ أصفرُها / أحمرُها/ أبيضُها/ أزرقها
العرباتُ
نثيثُ المطرْ
(أسمرا)
وانبعاثُ النَذرْ
لا البناياتُ تصفو على دفقِ ميسمها
أسفلتُ حاملها
(* ماركاتو)
(* جامع الخلفاء الراشدين)
والخشوعُ الخَفَرْ
لا النواقيسُ تومضُ
في النائباتِ خَبَرْ
ولا مستقَرْ
…
(* الكاتدرالُ)
فيوض التماهي
أهدهدُ يقظتها المرتجاة
صورتها وأنا
_ لا أنا ..!
أسفلُ الدمع صوب المراثي
أولُ الحرف نبع اجتثاثي
والمتون سيَرْ
حناؤها والماثلون عِبَرْ
يقتفينا الأثرْ
…
الأذرعُ الوالهاتُ تشهَّى قبلة ساخنة
سنة إثر أخرى سنة
شاهداتي يقينْ
وانطفاءُ الشمال حذرْ
قمّة الكستناءْ
أمامي تدلّى / ورائي
على قوس شبَّاكها
تلألأ (* أبيات جدَّة)
ثقوبُ الحذاء الرصيفِ
خلخالها
واستدارة أصواتنا خلف رتل الوجوم
لا الميازيبُ ثكلى
أهدابها
كحلُ الليالي
تغنِّي المليحة
لحن الحِسان وشِعر الوترْ
..
ساعتي الثامنة
ثغرها المتبسّم موجٌ تنامى
على شرح أردافها وانتحرْ
آلمته البديعة
على شمائلها
حين استمال ربيع الهضابِ
وانتشرْ
…
ساعتي الثامنة
جاءت الآن تختالُ في الروع سلوى
مونقاتُ الدررْ
يستردُّ الندى زهو أوقاتنا
والبنفسجُ يرتابُ
على الجسدِ المرمرِ الأقحوانْ
باشقات الجنانْ
فستانها المطرَّز بالأرجوانْ
(* سييه)
شوقي الظمئ إليها
باقة وردٍ بليلْ
بوحُ الأيامى وصهد النخيلْ
…
(* قُلُعْ)
تستريحُ على قمةٍ من أصيلْ
جذرُ الحبيبة وانهمار الشذى
حبّي المكلل بالمستحيلْ
يالَغفواتنا المُحزنة
والمنى
راودتني الصبايا
فلا تغضبي يا امرأتي الفاتنة
خربشاتُ الفصول نهارْ
والشرافة
رهق المسافة
على دفق أحلامنا المُعلنة
والمسارْ
يرتوي الشظفُ المرُّ
سطور الملاجئ والمنحنى
على صدرِ أيقونةٍ مؤمنة
نلتقي عند حدّ المساء الأخيرْ
ساعتي الثامنة
اللقاء يا سامعين ضريرْ
جوالها
قطعة الشوكولاتة
والقرط لمعة أسنانها
الأبيضُ الماس والزمهريرْ
…
هل ترى؟!
تقول:
والرؤى !!
لا رؤى داكنة
…
مبنى البريد الرئيسْ
(*كازا لتاليا)
يستبدُّ الفتونُ بنا
شرفة مِنْ نمير السوالفِ
وقفة مِنْ ثباتِ الجنونِ المرادفِ
وقع خطاها البعيد هنا
…
وانتظاري
الثواني تدب على رف جدولها والغديرْ
زعانفُ حرّى من يرقاتِ الضميرْ
الوعد يا عاشقين ذرورْ
الهوى خيمةٌ
والهوى أحصنة
…
العناقُ / الفراقْ
عبقري الشعورْ
والحبورْ هنيهاتنا الراهنة
…
البرقُ عزم الرحالْ
رذاذ القوافي الأنيقةِ
نبض الأثيرْ
يتراقصُ شمعُ الوداد/ آمالنا
دفءُ الشفاه/ الدَنا
شارعٌ يتمترسُ في العزلة البشرية
(بل أقلّ القليلْ)
شغلته نياطُ القلوب الجريحة
(والذي لا يُقالْ)
يُرهقُ اليمَّ شدو الرجالْ
طعمُ المدى زنجبيلْ
…
ترتاحُ نجوى
أنثاي أنتِ
والشموخ الجبالْ
لا مُحالْ
حبيبة أدري
أنكِ أنشوطتي الجاثمة
وأنَّ البقاء بدونكِ سرجٌ تخاطفه النوءُ
في الظلمةِ الواهمة
والجفون النصالْ
ترتجي موعداً في الخيالْ
إلى اللحظةِ القادمة
..
ساعتي الثامنة
ثلاثُ وأخرى دقائقْ
السعدُ وامقْ
يشعلُ الليلُ هاجسه المستريبْ
تمائم قهرٍ ولون حرائقْ
بخورُ ( *الجِبان) القصيَة
عيناكِ يالَهولهما !!
اللحظ يمعنُ في الذكرياتِ الفتيَّة
يفتِّش أعماق وجدي فلولاً
لألقي التحيَّة
..
قلتُ: أنتِ القضيَّة
(يا بنت البلد الأبيَّة)
أقبضُ ساعدها والدّرجْ
أترنّحُ / أهمسُ لا..
لا حَرَجْ
تمسكُ بي تلابيبها وارتعاش الضلوعْ
تغرسُ خنجرها في البواطنِ
فيعوي النزقْ
نظرة
يشدُّ فتيل ارتيابي الأرقْ
(ثائرٌ هو هذا القلقْ)
تومي الوجوهُ إليَّا
شمعتان / هبوب الرياح وحمَّى الشفقْ
…
ساعتي الثامنة
نيفٌ من الدهر والأحجيات
والوشاح انزلقْ
والفلقْ!!
كاذبٌ كلّ واشٍ
صادقٌ مَنْ صدَقْ
..
الشملُ يدنو
والردهة الحرَّة الرائعة
غيبتني الظنونُ
عذراً ملهمتي
حانت التاسعة
تقولُ لي النادلة
غبتَ كثيراً
غبتُ
أيامنا يا سائلتي متعبة
ليس ما قد ترينْ
أيتها الطيبة
بل هي الفاعلة
سيدتي النادلة
الستائرُ تلفظُ همِّ الجوارحْ
صمت المساءْ
والأمرُ أشبه بالهول والقارعة
…
ساعتي التاسعة
غروب السفائن والفاجعة
…
الكلامُ تقطّع
و(الإنترنتْ)
(قوقولْ)
بحثي الممضّ
مقعدي المتوترْ
سرّتها المُلقاة على الأرضِ
جموع السمندلْ
حفيف الرغابِ
معطفها اللولبي الوثيرْ
قرابين هجري وفوح الرجاءْ
زندُ الغريمة وانتباه الحياءْ
أقبضُ يدها و…نسيرْ
الأزقة ..
خريفُ المجون وجور الحرَسْ
فوانيسُ بهجتنا
تقضمني و(* البَلس)
أتلفتُ
أمعنُ فيها
يرديني عطرُ النَفسْ
شاشتها والفضاء الرهيبْ
رواياتُ أصدافنا الضائعة
والأنجم الدامعة
امتصُّ خوفي والعسسْ
صادروا رغبات المجافي
عمري/ صحافي
قصاصات موتي الجليلْ
قططي الحبشيّة
تنطّ وسادة صبري
تمشّى
سوسنة مِنْ نضيد الغرامْ
يشتتنا هذا الصقيع الزؤامْ
لا كلامْ
عذبتني السويعاتُ
الدفءُ يقعي على فرجةٍ مِنْ كؤؤس المُدامْ
طاولاتٌ تمطّى على سُكر روادها
منعرجُ الفقدِ
سلسبيل النّوى والختامْ
…
تتلوَّى المكامنُ
والحلزونُ / السريرْ
تفاصيلُها والقوامُ المُثيرْ
ينتضي الغيمُ صهوة خيل القَدَرْ
شبَحُ العادياتِ سَقَرْ
…
نفائسُ شحذِ الهِمَمْ
سراديبُ همِّي
نسورُ القِمَمْ
شالني السيلُ صوبَ دوالي العَجَمْ
اسألُ الرَّكبَ:
الوصلُ كيفَ انصرَمْ ؟!
( إخوتي / أخواتي!!)
كيفَ انصرم؟!
يردُّ الخواءُ:
كيفَ انصرم؟!
فاهمٌ مَنْ فَهَمْ..
أقلّبُ صفحتها في فؤادي
أنادي:
قوسُ قُزحْ
وارتهان الفَرَحْ
قوافلُ تنداحُ في اليابسة
عرافتي البائِسة
تُلقي إليَّا (*الوَدَعْ)
(راجعٌ مَنْ رَجَعْ)
(سامعٌ مَا سَمَعْ)
سيان هذي النبوءاتِ
عرافتي الجالِسة
قفي
فالجنُّ يعبثُ بي والمكانْ
أستريحُ على دوزناتِ الكمانْ
يالروع الصّحابْ
ألمُّ الحصى
أقذفُ حدَّ الحِرابْ
إلى صحوتي الناعسة
يسحرني القمرُ المتربصُ بالسيسبانْ
شجرٌ مِنْ رهانْ
…
(البيرقو إيتاليا)
ملمسٌ مِنْ كفوفِ السّحابْ
كهرباءُ الفجور وصدُّ الجوابْ
…
إلهي .. هي !!
لاهي !!
طيفها المتمايل خلف الغيابْ
حبيبة لا بأسَ ..!!
أعلمُ أنَّ الزمنْ
أجراس بوحٍ
تعلمين
وأفق ضنينْ
وبعض الشجنْ
وأنَّ الهوى ما سَكَنْ
لأنَّ المِحنْ
تطوفُ بروحي
تلفُّ وثاقي
طائرٌ في كَفَنْ
(حسنٌ هو هذا الحَسَنْ)
غرّدي فوق عالي الفَنَنْ
…
ساعتي التاسعة
والنصفُ يهربُ
دواليبُ عشقي
تهبُّ العواصفُ
الراجماتُ الصخور / عبابْ
إلهي !!
(دعاءُ الشجي مُجابْ)
..
السبت – الثالث عشر – أغسطسْ
ألفان – إحدى عشرْ
الفراقُ يحوّمُ عند ارتباكِ السلالمْ
والغيومُ شرَرْ
حانَ بينٌ فتيٌ
والحجارة تقذفُ صادٍ أغرّْ
يحتسي الشاي والحزنْ
يعلكُ خيباته
والقصص الشائكة
يرصُّ عناوينه الهالِكة
* (عداقا حموسْ)
جمالكِ صوتُ قداسٍ مهيبْ
حقائبُ تترى
على جفنِ راهبةٍ ناسكة
…
هي الأزمنة
الشقوقُ الكثيفة في موطنه
..
ساعتي الثامنة
ليتها لمْ تمرّ / ليتنا
والأعينُ الخائنة
تتربصُ خلف الثقوبِ بِنا
…
( البيرقو إيتاليا)
جهد الدروب قذى
يا امرأة مِنْ عبيرٍ / سنا
…
العشرون – أغسطسْ
ألفان – إحدى عشرْ
النجيعُ استدارْ
سأرحلُ ..
قالتْ
طوقُ المآسي
يستفيقُ الغريمُ وحيداً
(ويح هذا السَّفَرْ)
لا آخرون سواكِ
مرايا تحدّقُ في الجالسينْ
(لسنا كنّا هنا)
لوعة في الحنايا
تفترشُ النادلاتُ الأماني الشريدة
والقصيدة
تجمّعُ أحرفنا الساكنة
تبثُّ الحياةَ
لا الصوتُ يهمسُ
لا دندنة
..
(البيرقو إيتاليا)
…
الكراسي / الإضاءة
دوائرُ مِنْ أسقفٍ واهنة
بقايا ظلالٍ هناكَ
على الركّنِ/ في الزاوية
موائدُ عشقٍ أطلَّتْ
هوتْ بلا هاوية
..
ضاع منه الجَلَدْ
سألتهُ:
لا أحدْ !!
سوى حبَّه للبلدْ
حربه على الظلم
والسارقين قوت الضِعافْ
والخيانة
ضغائنُ وحدته القاسية
..
( البيرقو إيتاليا)
عشرون عاماً
والمدينة حجرته الخالية
رفاق المسيرة
أشعاره والمصاطبْ
يؤدلجُ أفكاره الباقية
مبادؤه/ غدرُ الخليلاتِ
ينسكبُ الشوقُ في الآنية
..
ثمَّ ماذا؟
إذا!!
..
ساعتي العاشرة
والمرأة القادرة
توزّعُ رغباتها
والأعين السافرة
فاجرة!!
قال الضعيفُ المباغتُ
حملقَ في الحاضرين
خارتْ قواه
تردَّى
وبسمته حائرة
..
(* امباقليانو)
وبعضُ التياعْ
رجلٌ ينتمي لمرّ المراحلِ
يخطُّ معالمه السارية
قوارير مِنْ خمرةٍ جارية
تعتّقُ آجالهُ في سكوتْ
لتدفنَ أعماقهُ العنكبوتْ
ملامحها / رقّتها
ضحكها المترجرج
إغراؤها المستبدّ
والطريق الطويل إليها
أشجان حبٍّ صموتْ
…
ساعتي
والفراغُ دبيبُ خطانا
هيَ .. وأنا
لسنا كُنّا هنا
..
(البيرقو إيتاليا)
والشرودْ
شوارد مِنْ لحظةٍ لنْ تعودْ
هوامش:
البيرقو إتاليا – فندق وسط العاصمة أسمرا.
ماركاتو- سوق وسط العاصمة أسمرا.
جامع الخلفاء الراشدين – أكبر الجوامع في أسمرا .
الكاتدرال- الكاتدرائية في الشارع الرئيس بالعاصمة.
أبيات جدَّة – حي في أسمرا.
سييه – أشجار النخيل.
قُلُعْ- قرية في الإقليم الأوسط – أريتريا.
كازالتاليا- النادي الإيطالي – أسمرا.
الجِبانْ – جمع جَبَنة، وهي إناءٌ فخاري تُطهى فيه القهوة في أريتريا.
البَلَسْ- التين الشوكي.
الوَدعْ – الصدف البحري ويستخدم لكشف الطالع والتنبؤ في الموروث الشعبي.
عداقا حموس- حي مِنْ أحياء مدينة أسمرا.
امباقليانو- حي مِنْ أحياء مدينة أسمرا.
* شاعر من إريتريا