ثمارغوايات

و سؤالُ اللئيمِ !!

مخو 123

قُلْ لي ، يا ” سيّدي ” ،

ما معانيَ ، هذهِ الحيْواتِ ،

و أنّ هذهِ ، حيْواتِكَ ؟!

و أنتَ ، موْبُوءٌ بالأكوانِ ،

حدودَ الرؤىَ ،

مَدَّ البصيرةِ ، و البصرِ !

و رِهانُ الزمانِ ،

يَعْلَكُكَ ، و الردىَ ،

في المكانِ ،

فهَلْ أنتَ مجّاني ،

و كذلكَ الذي ،

سيكونُ ، في مَماتِكَ ؟!

***

بلْ ، قُلْ لي يا ” سيّدي ” ،

فإنّني الآنَ ، أرىَ ،

ما لا أرىَ ،

أرهاطاً ، مِن الورىَ ،

يتنابذونَ دنايا الدُنىَ ،

في مساربِ الثَرىِ !

و يجتازونَ ،

أرصفةَ المنافي البعيدةْ ،

و يتوهونَ ،

في أرجاءِ الصَحارىَ !

صوادي أرواحٍ يَطْرِقونَ ،

و يتطرّقونَ ،

أزقّةَ التواريخِ الرسْميّةْ ،

و يتجوّلونَ ،

في أروِقةِ إداناتِ سِريّةْ !

يتنابحونَ ، و يصْخبونَ ،

في عصورٍ شتّىَ ، تَتمشّىَ ،

و تَتمشيؤُ فيها ،

مواطءُ الكذبِ المُخيفِ !

و يتفرّقونَ ،

تلْكمُ الدروبَ القهْريّةْ ،

يتنافرونَها أيدي ” سَبأٍ ” ،

في ” أفرقةِ العروبةْ ” !

و ها هُمْ ، و ها هُنا ،

في العَواهِنِ ، يتساقطونَ ،

أيْديِ ” نِفْطٍ ” ،

و ترَفٍ ” شماليٍّ ” ،

يتزاهىَ ، و يتباهىَ ،

علىَ فقرِ ” الجنوبِ ” !

” غرْبٌ ” يُصادِمُ ” مَشارقَ ” ،

و ” المشارِقُ ” ،

تُجابِهُ مخاتلاتِ ” المغارِبِ ” !

و شراذمُ ” الزنوجِ المُعرّبينَ ” ،

و ” العُرْبِ المُزْنوَجينَ ” ،

تائهونَ !

في متاهاتِ ” البِيضِ ” ،

و ” الصُفْرِ ” , و ” الحُمْرِ ” ،

و ” السُمْرِ ” ،

و مُطْلقِ البشرِ ” الهجينِ ” !

و ” الثقافاتُ ” ،

التي بلا رَوِيّةٍ ، تناطحتْ ،

و في أراجيحِ الصِراعاتِ ،

قدْ تلاحقتْ ،

تلاحمتْ ،

و تلاقحتْ !

و رُغمَ أُنوفِها ، تآلفتْ ،

و انبثقتْ فيها ،

فَوْضىَ الجنونِ ،

شلاّلاتُ أحزانٍ ، دفينةْ !!

***

مرَّ الدهورِ أرىَ ،

أرهاطاً مِن جحافلِ العذابِ ،

تلوبُ في محاجِرِ العيونِ !

و تُحاصِرُ الإنسانَ ،

مِن كلِّ الجهاتِ ،

فلا يرىَ ،

إلاّ صمْتاً مُريباً ،

يعْلكُ الأرواحَ !

الهائماتِ في لُججِ الأشياءِ ،

و علىَ حَوافِ المنونِ ،

يتراقصونَ ،

علىِ طبولِ الأزمانِ ،

و نَبضاتِ المكانِ !!

***

إنّي أراهمُ ، الآنَ ،

اسْتظلّوا ” شموسَ اللّهِ ” ،

و ” أنبِيائهِ ” ،

و زادوا في التِيهِ ،

بعْضاً ، مِن متاهاتِ !

في فُسوقِ الظلامِ ،

أشعلوا حرائقَهمْ ،

لِيسْتنْبِطوا الأضواءَ ،

و افترشوا أعشابَ الموتِ ،

في جِنانِ الحيْواتِ !

يَحلمونَها ، بالمسرّاتِ ،

حُبلىَ في الغاياتِ ،

و همْ يتوسّدونِ ،

ظلالَ الكلِماتِ ،

و يتفاحشونَ ،

في التفاعلاتِ !!

***

مُنذُ أنْ قالَ ، ” كُنْ ” ،

لمْ يَعُدْ ، مِن جديدِ ،

سِوىَ أنْ ،

اسْتنْسَخَ الإنسانُ ،

” شموسَ اللّهِ و أنبيائهِ ” !

فتوالدتنا مسافحُ الضلالِ ،

و هبطَ الإنسانُ ،

إلىِ قِيعانِ اليَبابِ ،

أنصافُ آلِهةٍ تدفّقتْ ،

مِن أقطارِ السماواتِ ،

و انداحتْ ، في الوجودِ !!

***

يا لهمْ ، مِن حَزانىَ ،

و يا لكَ ، مِن حزينِ ،

و يا لهمْ ، مِن غُرباءَ ،

و أنتَ أيضاً ، مِن غريبِ !

جميعُكمْ تمتطونَ ،

صَهواتِ ” الفضائيّاتِ ” ،

إلىَ جحيمِ الماءِ ،

في صلْصالٍ مُفْردٍ ،

و فريدِ !

و تتماهَوْنَ ،

لَدىَ الروحِ القُدْسيّةْ ،

و قدْ تقاذفتكمْ ، قاطِبةً ،

قسوةُ الرِيحِ !!

***

بِربّكِ ، قُلْ لي يا ” سيّدي ” ،

فإنّي أرجوكَ ، ألّا تحْتشدَ ،

في صمْتِ هذا الضجيجِ ،

لأنّ هذا ،

أبداً ، لا يتناسبُني !!

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى