قُلْ لي ، يا ” سيّدي ” ،
ما معانيَ ، هذهِ الحيْواتِ ،
و أنّ هذهِ ، حيْواتِكَ ؟!
و أنتَ ، موْبُوءٌ بالأكوانِ ،
حدودَ الرؤىَ ،
مَدَّ البصيرةِ ، و البصرِ !
و رِهانُ الزمانِ ،
يَعْلَكُكَ ، و الردىَ ،
في المكانِ ،
فهَلْ أنتَ مجّاني ،
و كذلكَ الذي ،
سيكونُ ، في مَماتِكَ ؟!
***
بلْ ، قُلْ لي يا ” سيّدي ” ،
فإنّني الآنَ ، أرىَ ،
ما لا أرىَ ،
أرهاطاً ، مِن الورىَ ،
يتنابذونَ دنايا الدُنىَ ،
في مساربِ الثَرىِ !
و يجتازونَ ،
أرصفةَ المنافي البعيدةْ ،
و يتوهونَ ،
في أرجاءِ الصَحارىَ !
صوادي أرواحٍ يَطْرِقونَ ،
و يتطرّقونَ ،
أزقّةَ التواريخِ الرسْميّةْ ،
و يتجوّلونَ ،
في أروِقةِ إداناتِ سِريّةْ !
يتنابحونَ ، و يصْخبونَ ،
في عصورٍ شتّىَ ، تَتمشّىَ ،
و تَتمشيؤُ فيها ،
مواطءُ الكذبِ المُخيفِ !
و يتفرّقونَ ،
تلْكمُ الدروبَ القهْريّةْ ،
يتنافرونَها أيدي ” سَبأٍ ” ،
في ” أفرقةِ العروبةْ ” !
و ها هُمْ ، و ها هُنا ،
في العَواهِنِ ، يتساقطونَ ،
أيْديِ ” نِفْطٍ ” ،
و ترَفٍ ” شماليٍّ ” ،
يتزاهىَ ، و يتباهىَ ،
علىَ فقرِ ” الجنوبِ ” !
” غرْبٌ ” يُصادِمُ ” مَشارقَ ” ،
و ” المشارِقُ ” ،
تُجابِهُ مخاتلاتِ ” المغارِبِ ” !
و شراذمُ ” الزنوجِ المُعرّبينَ ” ،
و ” العُرْبِ المُزْنوَجينَ ” ،
تائهونَ !
في متاهاتِ ” البِيضِ ” ،
و ” الصُفْرِ ” , و ” الحُمْرِ ” ،
و ” السُمْرِ ” ،
و مُطْلقِ البشرِ ” الهجينِ ” !
و ” الثقافاتُ ” ،
التي بلا رَوِيّةٍ ، تناطحتْ ،
و في أراجيحِ الصِراعاتِ ،
قدْ تلاحقتْ ،
تلاحمتْ ،
و تلاقحتْ !
و رُغمَ أُنوفِها ، تآلفتْ ،
و انبثقتْ فيها ،
فَوْضىَ الجنونِ ،
شلاّلاتُ أحزانٍ ، دفينةْ !!
***
مرَّ الدهورِ أرىَ ،
أرهاطاً مِن جحافلِ العذابِ ،
تلوبُ في محاجِرِ العيونِ !
و تُحاصِرُ الإنسانَ ،
مِن كلِّ الجهاتِ ،
فلا يرىَ ،
إلاّ صمْتاً مُريباً ،
يعْلكُ الأرواحَ !
الهائماتِ في لُججِ الأشياءِ ،
و علىَ حَوافِ المنونِ ،
يتراقصونَ ،
علىِ طبولِ الأزمانِ ،
و نَبضاتِ المكانِ !!
***
إنّي أراهمُ ، الآنَ ،
اسْتظلّوا ” شموسَ اللّهِ ” ،
و ” أنبِيائهِ ” ،
و زادوا في التِيهِ ،
بعْضاً ، مِن متاهاتِ !
في فُسوقِ الظلامِ ،
أشعلوا حرائقَهمْ ،
لِيسْتنْبِطوا الأضواءَ ،
و افترشوا أعشابَ الموتِ ،
في جِنانِ الحيْواتِ !
يَحلمونَها ، بالمسرّاتِ ،
حُبلىَ في الغاياتِ ،
و همْ يتوسّدونِ ،
ظلالَ الكلِماتِ ،
و يتفاحشونَ ،
في التفاعلاتِ !!
***
مُنذُ أنْ قالَ ، ” كُنْ ” ،
لمْ يَعُدْ ، مِن جديدِ ،
سِوىَ أنْ ،
اسْتنْسَخَ الإنسانُ ،
” شموسَ اللّهِ و أنبيائهِ ” !
فتوالدتنا مسافحُ الضلالِ ،
و هبطَ الإنسانُ ،
إلىِ قِيعانِ اليَبابِ ،
أنصافُ آلِهةٍ تدفّقتْ ،
مِن أقطارِ السماواتِ ،
و انداحتْ ، في الوجودِ !!
***
يا لهمْ ، مِن حَزانىَ ،
و يا لكَ ، مِن حزينِ ،
و يا لهمْ ، مِن غُرباءَ ،
و أنتَ أيضاً ، مِن غريبِ !
جميعُكمْ تمتطونَ ،
صَهواتِ ” الفضائيّاتِ ” ،
إلىَ جحيمِ الماءِ ،
في صلْصالٍ مُفْردٍ ،
و فريدِ !
و تتماهَوْنَ ،
لَدىَ الروحِ القُدْسيّةْ ،
و قدْ تقاذفتكمْ ، قاطِبةً ،
قسوةُ الرِيحِ !!
***
بِربّكِ ، قُلْ لي يا ” سيّدي ” ،
فإنّي أرجوكَ ، ألّا تحْتشدَ ،
في صمْتِ هذا الضجيجِ ،
لأنّ هذا ،
أبداً ، لا يتناسبُني !!
* شاعر من السودان