ثمار

المابان .. الثقافة و التقاليد

unnamed

تشتهر مجموعة  المابان بتربية الخنازير بمنطقة أعالي النيل وهي احدى المجموعات  الخمس  في المنطقة بجانب (الشلك، النوير، الدينكا، وكوما) ، وتقع منطقة المابان التي اشتهرت باسم المجموعة في الجزء الشمالي الشرقي على الحدود مع ولاية النيل الازرق السودانية ، تتكون المنطقة من خمسة مناطق رئيسية (بونج، باتشاوا، الخور الاحمر، جن مطقا، جن كواتا) ، ولا يتعدى عدد سكان المنطقة اكثر من مئة الف نسمة.

يعتمد المابانيون  على الزراعة ورعي الماشية بالإضافة إلى تربية الخنازير، و يعتبر لحم الخنزير من أفضل اللحوم التي تقدم في المناسبات أو لإكرام الضيف، حيث يتم طبخه في قدر كبير بعد إزالة الجلد ويفضلون الاحشاء الداخلية (الكمونية) و الراس ، ويقول المابانيون ان من إكرام الضيف بالأحشاء الداخلية (الكمونية أو راس الخنزير) تعد من مزايا تقدير واحترام الضيف العزيز.

تنفرد المجموعة  بتراثها ثقافتها عن سائر جماعات  أعالي النيل، وتتميز ثقافتها الآفرونوبية (الثقافة النوبية) الأصيلة، وتمثل آلتي الزمبارة والربابة، وأيضا آلة بوشن وهي آلة نفخ تنصع من القرع، وآلة طيلو وهي أيضاً آلة نفخ تصنع من العيدان بعد تجويفها و تستخدم كصفارة، هذه من أبرز ملامح الثقافة و الاغنية بالإضافة إلى الدلوكة شائعة الاستخدام  والتي تصنع عادة من الجلد.

فاطمة الكجورية هي امرأة في التسعين من العمر، يحترمها المابانيون ويقدرونها كواحد من رموز المجتمع، ، وهي بمثابة الأم الروحية يعتقدون أن لها قوة ميتافيزيقية في التنبؤ بالأحداث ، برغم من وجود العديد  من المعتقدات التقليدية والتي يؤمن بها اهالي المنطقة، تعتبر فاطمة الكجورية بمثابة المرشد للجميع لدي المجموعة، تنتمي فاطمة إلى قرية تسمى تشنشتا، بمنطقة جن كواتا.

تنقسم قبيلة المابان إلى بطون (أسر) يتراس كل أسرة ناظر وتحت كل ناظر يوجد عمدة وتحت العمدة هناك شيخ بحسب النظام التقليدي العرفي عند المجموعة، ويقوم العمدة بالفصل في القضايا والمشاكل التي يحدث في المنطقة بين الأسر وهو المسئول الأول في اتخاذ القرارات التي تخص المجموعة سواء كان إعلان الحرب أو اي مسائل اخري تتعلق بها.

يؤمن أفراد مجموعة  المابان بـ”جونق” ويعني الله بلغة المابان ويطلقون على كل شخص يملك قوة السحر (كجور) “جونق أون”، التي تعني (إلهك أنت)، والزواج عند المابان يتم في موسم محدد حيث يعتبر شهر نوفمبر عند القبيلة موسم الزواج حيث يتزاوج العديد من الشبان والشبات فيه، وعلى حسب عادات وتقاليد المجموعة ، فإن الرجال الذين تصل اعمارهم سن الاربعين لا يتزوجون، فكل واحد يجب أن يتزوج في عمر مبكر، هؤلاء لا تقبل بهم الفتيات نسبة لكبر سنهم فيصبحون مرفوضين عند الفتيات، وتكون الفرص أمامهم هي الزواج من النساء المطلقات، هناك مقوله شهيرة عند المابانيون حيث يعتبر ميلاد الفتاة مصدراً للفخر لأنها ستتزوج في المستقبل.

المهر عند مجموعة المابان هو عشر ابقار وعشرة اغنام، بالإضافة إلى متطلبات العصر الحديث من الشيلة وهي غير محسوبة في حالة الطلاق وتختلف من اسرة لأسرة، ولا يتزوج أفراد جماعة  المابان من الدخلاء أو الغرباء أو الجيران، كما يرفضون الزواج من بعض المجموعات التي تجاورهم في المنطقة خوفاً من أن يُنسب الأبناء للفتاة وليس الرجل ، بالتالي يكون الرجل قد تزوج الفتاة من أجل أن تلد أبناء لأسرتها.

يتزاوج المابانيون في أعمار مبكرة  من 18سنة وهذا العمر المناسب للرجال بينما ليس هناك عمر محدد للفتيات ، العريس الجديد لا يتحمل مسئولية البيت كاملة عند المابان فالأسرة هي المسئولة عن دفع المهر ورعايته لمدة سنة كاملة  والغرض من ذلك هو اسعاد الزوج الجديد قبل أن يتولى مسئولياته الأسرية.

* كاتب وإعلامي من جنوب السودان

* نُشرت هذه المادة تزامناً مع ملف الموقف الثقافي الذي تُصدره جريدة الموقف بجنوب السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى