ثمار

الدراما و اهميتها في الحياة  (1)

مارتن

تعتبر الدراما من أهم و أقوى الأدوات التي تستخدمها الشعوب لطرح و معالجة كافة قضاياها المختلفة , بالإضافة لتوثيق ثقافتها و عكسها للعالم الخارجي , و كذلك محاربة السياسات الغير مقبولة لهم في مجتمعاتهم , وللدراما تاريخ قديم قدم الإنسانية  سنتطرق له من خلال هذه المقالات المتواضعة في سلسلة التعريف عن أقسامها و أهميتها في حياة الإنسان , و من المهم جداً أن يعرف القارئ إن هنالك ما يسمى بالمثلث الدرامي و الذي يتكون من .. المسرح , الافلام , المسلسلات , و سنمسك كل واحدة منها على حدة لتعم الفائدة للقراء الكرام حتى يكونوا ملمين بما تحتويه الافلام , المسرحيات , و المسلسلات المختلفة من رسائل موجهة لهم , و في هذا المقال الأول سنتحدث عن أهم أركان هذا المثلث الهام للدراما الا وهو : “المسرح أبو الفنون”.

عرفت الدراما منذ أزمنة قديمة قدم الإنسان , و قد ذكر في بعض الكتب المختصة بتاريخ الدراما أن اليونانيين هم من أقدم من مارسوا هذا الفن و ذلك عبر تقليدهم لحلقات الصيد التي كانوا يداومون على ممارسته , و ذلك من خلال جلسات السمر التي كانت تقام حول النار عند الامسيات , و فيها يقوم كل شخص بسرد القصة الخاصة به عن الكيفية التي قام فيها بعملية الصيد فيقوم بتقليد بعض المشاهد الخاصة بذلك , و بعد برهة من الزمان ادخلت القصص البطولية ضمن تلك الحلقات و هكذا رويداً رويداً بدأت فكرة الدراما تتشكل.

و المعروف أن الدراما لها أربع أركان أساسية كالمسرح , الأفلام , المسلسلات , بالإضافة للدراما الإذاعية , و اليوم اخترنا المسرح لنتحدث عنه لأنه من أهم الأوعية الخاصة بصناعة الممثلين المقتدرين , لينطلقوا بعدها إلى آفاق السينما و المسلسلات التلفزيونية و بالتالي طرق أبواب الشهرة , و من أهم الشخصيات التي ساهمت في التطور المسرحي بالسودان القديم نذكر على سبيل الذكر لا الحصر تور الجر , الفاضل سعيد و غيرهم من رواد المسرح آنذاك.

أما لدينا هنا في جنوب السودان فيوجد العديد من الشخصيات التي استحقوا لقب مؤسسي المسرح بجنوب السودان و أهمها على الإطلاق نذكر امونا كاباسى و الذي يعتبر أبو المسرح بالبلاد , بالإضافة لكل من جوزيف ابوك ،السمانى لوال ، ديريك الفريد , جوزيف استيفن افير اوشلا, إسيتر ليبراتو باقي رصاص و غيرهم من فطاحل المسرح و رواده هنا في جنوب السودان , و هنالك الرعيل الجديد المتمثل في كل من أعضاء منظمة جنوب السودان للمسرح و أعضاء المجموعات و الفرق الفنية النشطة حالياً في المجال المسرحي ليكونوا حملة لواء الدراما حتى يسلموه للأجيال التالية.

دأبت منظمة جنوب للمسرح على تدريب كوادر من الجماعات المسرحية العاملة بجوبا و الولايات و إقامة مهرجانات للمجموعات ولطلاب المدارس الثانوية كخطوة هامة لتطوير العمل المسرحي بالبلاد , و كذلك لنشر التوعية في المجتمع عن أهمية دور المسرح في معالجة قضايا المجتمع أسوة بالتخصصات العملية الأخرى كالطب , الهندسة , التدريس و غيرها , لذا يجب السماح للأبناء بممارسته و تشجيعهم لاكتساب المزيد من الخبرات في هذا المجال حتى يسهموا في النهضة الثقافية بالبلاد و كذلك الحفاظ على الثروات القومية التراثية و الثقافية المميزة لهذا الشعب.

منذ العام 2013م شهدت العاصمة القومية حراكاً هاماً جداً من جانب بعض المجموعات و الفرق الفنية لنشر الفن المسرحي على خشبة مسرح نياكورين , الجامعة , قاعة الحرية و غيرها من الميادين العامة رغبة منهم في إثراء الواقع الاجتماعي بإبداعاتهم و إزالة الغبن و الاحزان عن قلوبهم , رغم ما يعترضهم من صعوبات و تحديات مهولة إلا إنهم اصروا على المضي قدماً في سبيل تحقيق ذلك. أتمنى من كل القائمين على أمر الدراما و المسرح في البلاد الالتفات لهذا المنشط الهام.

* كاتب وصحفي من جنوب السودان

* تم نشر تزامناً مع ملف الموقف الثقافي الذي تُصدره جريدة الموقف بجنوب السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى