هل تعلمين؟

لولا بصيرة الثقب الصغير
لكان الجدار أعمى،
ولو لا عين ظني
لكان قلبك أعمي كشغفي الأعمى الملتاع.
ملوّن بك وزاهٍ كفقاعة الصابون الراقصة في الهواء
عندما تغسلين بطست وجهك دندناتك الأنيقة والسهوم،
ملون بك حينما يتفتق الضوء بعينيك صوت للمطر،
وأحبك حافية كقصيدة نيِّئة،
ترفعين راحتك من الأرض
فيشرئب التراب.
انظري لي وللعذاب.
أحبك ببجامة النوم
تحادثين غريمي في الهاتف بصوت ناعم،
تهربين نحوي من المتصنتين،
أحبك كلما رقَّ العشق وتهدجت النبرات،
أحبك عندما ترجعين دون أقراط.
حبل الغسيل عالٍ
أتطالين؟
ولتطالي يتهيأ جسدك للتحليق بي بعيداً في البعيد…
ثم نهداااك يا هداك التكوّر والنفور،
صدرياتك الثلاث
السوداء كعينيْك،
النبيذية كشفتيْك،
والحمراء كقلبي،
الذي كان أبيض
قبل أن تطالي.
صدرياتك الثلاث يا سلمى
معلقة على الحبل
تتقطر شبقاً إليك.
أضغط على حواسي
حين تبذلين جهداً مضاعفاً
لفتح المشبك المكسور الذيل
فتظهر وجنتاك وغمّازة صغيرة.
هذا هو الصيف..
أحبك..
لماذا لا تسمعين؟
هذا هو الشتاء..
ألا تسمعين؟!
كل لحظة
أناجيك
أناجيك
أناجيك
لماذا لا تسمعين؟
تقصدين تجاهلي
لأني ثقب صغير في الجدار أم حقاً لا تسمعين؟
*كاتب من السودان