لأيِّ حد أظلُّ رهناً لهذا الارتباك؟
يا لله
كم يبقى مني للأخريات؛ وتلك المرأة
لا تكفُّ عن تمزيقي في جغرافيتها الخاصةِ لحظةًَ واحدة؟!
وبعدُ..
ثمة حلمٌ صغيرٌ تجاسرَ يوماً واستلَّ قامته
من قبضة الليل المكرِّسِ نفسَه للشَّجَن
وفاجأ المدينةَ وهي تمطُّ ذراعيها إلى أقصى مدىً
وتحاول أن تحتسي كوباً من الشاي المُرِّ
طالما تاق لشيءٍ من الكاكاو والسُّكر وحفنة من لبنْ.
فاعلم تماماً أنَّ ذلك كان أول عطر يلج المدينة منذ تاريخٍ بعيد…
هذي المدينة سمِّها وطناً أو امرأةً أو حقلاً أو سفراً أو حتى نسراً هكذا…
وإن شئت اخلع عنها زيَّها الطقسيَّ
وعاداتِها اليوميَّةِ، وابحثْ عَنْ مِزاجها في تداخلاتِ الفصولِ، ثم ادْعُهَا إليكَ وسمِّها بما تشاء…
ولا عليك..
إذ الأمرُ أنَّ المدينةَ أقبلتْ
عفواً.. أقْصدُ المَرْأة..
عفواً مرَّةً أخرى..
لا عليك..
فقد أقبلتْ وأربكتْ خُططي جَميعَها
واستنهضتْ هَواجسِي الدَّفِينة
وأسلمتني للشفق، والشفق.. أي شفق
غير ذلك الذي غادرني –ممتعضاً- قبل وقت وجيز…
-قد يفيضُ النيلُ هذا العام أَوْ لا يفيض: لا بأس
إذْ إنَّ نهراً ما يفيضُ كلَّ عامٍ في مكان ما-
لذا ثِقْ تماماً..
فبأيِّ كيف كانت امرأتِي
فإِنِّي
أحبُّها..
أحبُّها جيِّداً جدَّاً
مثل خريفيْن فِي الذَّاكِرَة
ظلّا دوْماً متأهِّبيْن لاستضافةِ أحلامِي
وبعض الرغباتِ والعشقِ الصريح.
*كاتب من السودان