أَيُّها الشِّعْرُ
أنتَ حُرٌّ طليقٌ
وأنا حَبِيسَتُك
أُنثَاكَ ..
لثغتُكَ الفاتنة
أَيُّها الشِّعْرُ
يا صائدَ الرَّغْبَةِ مِنْ حَبْكَتِها وشَهْوَتِهِ الصَّارِمَة
تَأْكُلُنِي الكَلِمَات
تُنْجِبُنِي الاسْتِعَارَات
أَتَوَدَّدُ للصُّورِ الجَرِيحَة
…………
أنتهرُني مِنْكَ
تُلاحِقُني
أَهربُ لأجدَكَ ظِلِّي
أَيُّهَا الشِّعْرُ
يا فُسْتَانَ الضَّرُورَة
كيف أُعرِّينِي منكَ لتلبسَنِي صُوَرُكَ الجَامِحَة
جدائلُكَ المُهترئة.. شوارعُ قديمةٌ يُحاصِرُها الحَنِين
كيفَ أمشيكَ وأنا غَارِقةٌ في وحلِ اللَّحظةِ العَسْلَى
أَيُّهَا الشِّعْر
خَلَايَاكَ النحلُ
أَهَازِيجُكَ الحُزن
صَوْلاتُك المُحاربَة
كيف تغارُ مِنْ غَيْبَتِي وأنا حَاضِرةٌ بكلِّ هذي الحُرُوف
أيُّها الشِّعْر
استوِ
لتُصلِّيكَ
مُجوسُ قلبِي وقَبائِلُ الحُلمِ أجمعين ..
…………..
أنا إلهتُكَ الوَرْدَة
نَداكَ وعَبيرُكَ الملْتَبِك
بابُ جَحِيمِكَ المَفْتُوحُ عَلَى أقَاصِي وَرْدِ العَاشِقِينَ وعَذَابِ المُغَنِّي
مَطَرُك
وخُبْزُك
جُوعك
وقَلَقُكَ الأَبَديّ
حُروباتُكَ المُقِيمةُ وأطفالُكَ الكِبارُ
مَوْتَاكَ وخُطَى الهَارِبِينَ مِنَ الحَقِيقَة
أَيُّهَا الشِّعْرُ أنا بَابٌ أعمَى
أنا نَافِذَةٌ مَعْطُوبَةٌ بِلَا ذَاكِرة
خرائطُ حُبلَى بِالجِهاتِ العَدَمِيَّة
صلصالُها الآدميُّ وفَضِيحَةُ الكَوْن المخلص ..
أنا وَتَائِرُ القَلَق
ثَرْثَرَاتُ العَابِرين
صَهْوَةٌ اعْتلَاهَا الضَّجَر
طَلْقَةُ حُزنٍ خَائِفَة
وقَذَائِفُ.. قَذَائِفُ.. قَذَائِف
دَامِيَةٌ
أَيُّهَا الشِّعْر
الوَيْلُ لَك
المَغْفِرَةُ لَنَا.
* شاعرة من السودان
