ثمارغوايات

أنا الحرب أيها الرماد

أفين ابراهيم

أنا الحرب الباردة حول فنجان قهوتك ..
حرب تقودها شفتاك دفاعاً وهجوماً..
حرب بقتيل واحد وبجيش من النساء الغائبات في داخلي..
إنها الحرب التي تقلب النرد في حدود ارتباكاتك الهادئة ..
تتلمس مناطق الربط بين الرصاص والحزن وسواد عينيك..
من مثلي يعرف خطوط الربط يا حبيبي..
لكني لا أعرف كيف أتجنب فراغي فيك..
كيف أملأ هذا الضريح الحي بنصف موتك.. بقلب يكتب بكل أطرافه الضائعة..
كيف أصارع الحب لأجلك..
كيف أقنع ألف امرأة ارتددن عني أن العشق إشارة استفهام مستمرة..
لا تنطفئ لمجرد فضح قبلة ولضم سرة بخيط..
كيف أقنع امرأة شرقية أن ليس كل من خرج عن دينه كافر.. وأن المسمار الذي دُقَّ في كعب قدميها ليس رجلاً شريراً ولا وجبة رمل تفاجئ نعاماتها الخائفات..
كيف أقنع امرأة التهمها الجوع المتوارث أنها قادرة على ترك مذاقها في كل شيء مهما تراكمت قشور الفستق على اختناق أثوابها في عروة الضوء..
كيف أداوي شدة التصاقها بظل يهرب من الحائط على الدوام ويعتقد أن المرأة نور كبير قبل أن يجرب فض عتمتها العذراء..
كيف أُعيد أزرق الحب لعنقها سبعة ألوان غير باهتة.. وأقنع الأم في داخلها بأن تكف عن تربية الأمل في زمن باتت فيه الحروب تابوتاً جديداً للحياة
كيف أقنع شوارع هذا المنفى النظيف أن أقدام أطفالها المشردين بين دمية وقذيفة أطهر من قُبلة توضع على كتف شيخ لا يعرف من الدين سوى لحية وحوريات جنان..
كيف سأخلق لك عيوناً بساعات تركض إلى الوراء وقد خلقك الله بكفين عابثتين وزمن واحد لا يقوى سوى على ضم الفاجعات..
كيف أكتب تاريخاً جديداً وأنا.. أنا المصابة بفقدان ذاكرة مؤقتة في كل مرة أنظر بها لوجه شهيد..
أنا الحرب أيها الرماد.. أنا الحرب في عيدها الكاذب.. فما الذي تراه بي ولست قادرة على رؤياه؟

 

*شاعرة من سوريا

زر الذهاب إلى الأعلى