ثمارغوايات

تبادُل

هاشم-يوسف-2-غلاف-232x160

ما من فكاكٍ للدموع الصامتة

من قيود هذا الجفن الوحيد الحزين

و ما من نعاسٍ ممكنٍ لهذه الرؤية

مهما أُجبِرَتْ

مهما أزداد الخدرُ في أعصاب هذه النواحي من القلب

رؤيةٌ فلماذا اظلام؟

لأنه المُراد الذي بالعين المُعيّنة عاين

لو أشرك أحداً بسرّه هذا و كيميائه

لا شرَك بنفسه.

لماذا كلما حككتَ صدرك او ثقبتَه

لا تسمع همسةً من الداخل

و لا يرتطم بك بصيص ضوء

لأنه ما من شيءٍ داخلك

كله ملقىً على الطرقات

تتبوّل عليه الكلاب و يتحرّش به الليل

و يحاول الهرب بالدخول الى منزله

و ما من منزلٍ له أبداً

فيستمر هربه الدائم

الذي هو تمام هذه المعضلة

و قلبها المرتعش

و تستدعي الشهوة من حجارتك الصامتة

تأتي صلبةً على الحالة التي استدعيتها فيها

إلى التابوت المدفون في قلبك

يعود اليك سهمك في الجزء المصاب من قوسك دائماً

دوائر مغلقة داخلها دوائر مغلقة

كلها انت

لا أحد سواك

تدور حول ذهنك الذي يغلي بشدة

تقول كلماتٍ عمياء

كل معنىً فيها عبارة عن مللٍ مستحَق

ليس الهاً ، صنماً أو عاهرة

هههههاي

و تحاول أن تحترق

لماذا؟

كانت عندك ثروات اكثر لمعاناً من هذه التضحية البائسة

ماذا فعلتَ بها

اثناء سيرك نحو الولوج الاخير الى جنة الرضوان؟

أعطيتَها لملاكٍ مزيّف؟!

هل بادلتَه رمادك القديم

بهذا الرماد الذي صرتَه

لماذا تفعل هذا بنفسك؟

و هل ستسمّد هذه الفعلة التربة المستحيلة بعدك؟

هذه اجوبتي نيابةً عنك

ما سألتُك بعد:

أقتربْ من افعى

أسرقْ سمّها بسرعة

أنزف دماً ليومين كاملين

دعْه يدلّ عليك

أمتحن جثة قلبك بالسقوط من قمم الهملايا

هل سيجعل الارتطام عطرها ينتشر

ضاجِعْ وحشاً مهمّاً جداً

أنجبا وحشاً اشدّ من كليكما

تسلق شجرة عنادك

أقطف منها ثم اطبخ رؤيتك

دع كل جائعٍ يتسمّم بها

هذه بعض الاسئلة

و هناك المزيد

هذا ان وجدْتَكَ حيّاً بعد هذا العمل

لو استطعتَ اغلاق نفسك

داخل الوردة الرؤوم التي انجبتْكَ

أشتهي حيرةً تستحق الأرق

حيرة بالدماء

حيرة كمضاء الخمر

لها جلسة و سمرٌ عجيب

تُسقى بكؤوس مشعّة

تذهب مذاهبها في القلب و الرأس

حيرة انْ لمستها حلّقتَ بعيداً

أن احتككتَ بها قليلاً نطقَتْ و صاحتْ فيك

يدها المحبّبة المشرقة تصهرك

قبلاتها تذيبك

و تجعلك ثلةً من الأخطاء

خصرها مجموعةٌ فيه كل السلالات و العجائب

حيرةٌ خضراء مبجلةٌ تحرسها النفائس

لها اقمارٌ تدور حولها و لا تتوقّف

نارها مشتعلةٌ لا تنطفئ

تلك الحيرة المرادة

و أنا المحتار الذي سيبحث عنها بكل شكّه.

أعطني حيرتي

أعطيك فضّة روحي و انفاسي

أعطيك لغتي كلها

بجنونها الخارق الذي اصابها

من أقصاه إلى الاستحالة التي تمزّقني الآن

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى