ثمارغوايات

رابطة السيمفونية التاسعة لبيتهوفن

AMIRA2

إننا هؤلاء

القادمين من ثورة غرائبية للطبيعة

هؤلاء، نعم. هناك

ننادي: هل من أحد آمن على نفسه في هذا العالم؟

نحن الذين نفشل في الحب أكثر من مرة

نقلق إذا سارت الأمور على نحوٍ جيد

ولا نمنح الثقة للضمانة، سواء كان ذلك لحسية عابرة

أو مشاعر طيبة خالصة.

للواحد منا ألف قصيدة في طفولته على هيئة “أحاديث خطرة مع الكبار”

لا نجتمع

كي لا نصاب بالوحشية

لا نتفق على شيء

كي لا يكتسحنا العمى الأبدي

نعيش أكثر من حياة ولا يمنع ذلك من تعميدنا؛

كسيئي الحظ الفضوليين حيال رؤية نهاية العالم سريعاً

نجلس على الأرصفة متخيلين الجبال الأسمنتية من الكاموميل

نعطي النصائح المفيدة للمارة: لو لك أكثر من قلب فلا تُعادي من كسّر لك واحدا

نتنقل بين الوظائف خائفين من العادية

مرتعبين أن نصبح فجأة على نسق بشري

لثأر

أو لعاشق سادي.

لا نتوخى احتراماً للبيولوجيا

أنا مثلاً

ابنة المعلم الأول

الذي دعاني للانضمام لرابطة غير موجودة

وعلّمني أهم الدروس:

حين تضيع أوراق هوية شخص

جميع أمواله

ينسى أفكاره كلها

يتوقف لسانه عن الأبجدية

ويخرج له الناس لاعبين ضد بعض بالأسلحة الثقيلة

عليه أن يجلس في المنزل، يسوي قطعة لحم، يضيء شمعتين، مشعلاً آخر سيجارة

وفي أذنيه

السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.

ممتنة للمعلم الأول

الذي نصحني باختراع الرابطة عند الشعور بالوحدة

فقط؛ للتحدث بصيغة الجمع

سقاني التسامح

مذ أن كان التنكيل بمن جرحني

لا يشفي لي أي غليل

سلام الله على المعلم الأول لأنه من ابتكاري

وتحية الإصباح على رابطة مفردات الذات المجزأة

على السيمفونية التاسعة لبيتهوفن.

* شاعرة من مصر

* تم نشر هذه المادة تزامناً مع ملف الممر الثقافي الذي تُصدره جريدة السوداني.

زر الذهاب إلى الأعلى