-1-
بين نوَّارِكِ يا برتقالْ
أسمو، أصعدُ وقلبي احتفالْ
يشاغبُ وجهكِ فوضى المطرْ
وأُغنِّي لحلمٍ جميلٍ كريمٍ جَفلْ
وذكرى تسرمد بين المقلْ
يا جنة من سماوات الإله
وعينَ غزالٍ تُغرِّد أنَّ الحياة انخطافٌ،
وأنتِ هديلُ الجمالْ
كل ذلك، وأنت خرائبْ
حطامٌ، بكاءٌ يُخلخل سقف المدى.
وأنا روحي مُسلَّمةٌ للحرائق
ينهشني الجوع بين الحدائق
يُهْتَفُ بي: لا تَقْرَبِ البُرتقالَ
والذرةَ دعها تستطيل
يُهْتَفُ بي: آدم آخر أنتَ
لستَ للطردِ، ولا العري لك
لكن يد الموت تحمل إزميله لينحتك قبر.
-2-
علي غوتيلا (1)،
ندىً يأخذُ بيدي،
يفتح التاريخ كتاباً في الأزل،
يشتل النور بروحي فأرى: مَنْ يرقصون على وقع الصدى
لأن الكون محض دخان تراقص في المدى.
علي غوتيلا،
حقيقةٌ تصرخُ بي: لا تثقْ في حَمَلْ
والأمل لا تبنِه قارباً لتصلْ
نمرٌ يتربصُ بالزمن،
ضريحُك بين (عوارة) دغل النخيل،
ترى بماذا تهمس أغصانها؟
هل هي حياتٌ تغوي آدم آخر،
أم تراها تبكي انتظارنا ما لا يُنتظر
وقد نسينا أن الكرامة أبداً لن تصل!
-3-
تصرخُ بي الطريق،
وظمأ الرحيلِ بي لا يُرْتَوَى
أحبكِ يا مريدي
لكنه الملك، يامبيو، يأمرني بالمثول،
يلوح في وجهي بالبلاطِ، يتوعدني بالغيب كله،
والغيبُ يتوعده بالخلود
مرسلةً على ثعلبة طمبرة، بنادق كتشنر، وأغنيات الصبايا عند جنادل سُوي(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
1- علي غوتيلا: جنرال من قادات أنيانيا ون، زار الشاعر ضريحه بمدينة مريدي العام2011.
2- سُوي: أحد روافد نهر الجور
* شاعر وروائي من جنوب السودان