
دلو على النافذة
أرضعيهم يا خيل النوافذ
أرضعيهم أرضك..
…
من أجل بوابة في الروح
يزيح العشب قليلاً
غامزاً لرفيق غربته؛ فأر الخضرة
يتسلقان خيط غبار
يهبط عبر مسالك ناضجة في درب الدم.
يهشمان وضاعة أمن اللون:
لون دم الوسواس المؤرق بالأرض: نيلي
لون دم الشريان المفصوم
بجدار الغربة العازل: أخضر منتهك
لون دم الشارع المنسي: برتقالة مجففة من عرق الرحيق
لون دم النوافذ: سيظل سماوياً
وجوه الأطفال في قاع خلاط الواقع: حمراء
وجه الله : شاحب لكنه لم يزل أحمر
لون دم الفأر: مائي.
بصخب عفيف في الباب السابع قبل الألف
رجاحة بئر ترسل دلو العطش المؤبد
جذلاً بتفجر ناعم في أرض مياه الروح
…
من أجل أرض للجسد
يحفر في الشهب كثيراً
غامزاً لرفيقات غربته؛ قطط الليل
متخذين سلم ضوء عابث
يصعد عبر مسالك نيئة في العالم.
في الغرف اللصيقة بالأرض
على طاولة في جحر هواء يتفسخ
يمدد شبح الوقت
غبار ما كان نهاراً من بارود رطب
-كفن في هلع العالم بذرة نهم صحي-
بتوق عنيف في الأرض السابعة بعد الألف
يصادفون أو لا يصادفون
ثمر الشجرة المضحكة
فضيحتئذ دلو القهقهة المؤبد
يكون قد أرسل صوبهم
…
حقب مروضة في اليد
دم مشغول بعرق البرتقال
غمد من جسد
وصوت حاف مستل
من قيلولة بيت متورم بالهشيم
بينما الرصيف محتل
من قبل الأرض المفنوسة بهناء
فهل ثمة حرب؟!
…
أرضعيهم أرضك يا خيل النوافذ، أرضعيهم.
غاسلة الملابس
معصرة الإبط الفاجر
لمغاسلات رغو رعبنا الأخلاقي
– في أوج حشمة البيت –
تطفر عرقاً مشبوهاً
مأزوماً بتلفيق عجول لجثة فجر مزعوم
وتمزق بارد في قاع توأم نهري
…
فخذ مسلوخة بسكينة الشمس
مدبوغة لاحقاً
بكثيف قمل عيون متأنق
لقطف شهوة نحوياً
يلكز الذاكرة بملفوف صفحة منتزعة
من قاموس صابوننا الأخلاقي
…
الوجه اللصوصي المتقاعد
سليل سحرة عراة في بيت الشمس
– في أوج حشمة الغسيل –
يرج برتكول تشييع صامت
وبحنكة قلب ميت: يكسر حافظة الأرق النظيف
وبمطواة أقدام وأهزوجة ملفقة بعادات النحل
يبسط المرقص وعفة رمله اللا أخلاقي!
جحر الغد
شوكة ذكريات ترقب العالم
من جحر صاخب في الروح
…
قلادة الحاضر – بصديد دم متخل عن عقدة لحم الروح –
تعزل شوكة طين منضجة بمكر الأرض
عن بوابة الأفق
عن شارع صاغةٍ بائرين في السوق الشعبي
يتباذأون بمعدن في الوريد
…
ينقب المعدم في جعبة زارفة الرمل
ينقب حجراً منسلاً عن نسق بركاني عن شهوة معول
…
قماشة السلام مرقعة – بوجع منضج بمعترك عامر
وخيط منسل من أرجوحة سماوات عذراوات
وإبر حيوية _ ترفرف في المعترك الخلفي
…
قلم الحرب الأعمى بحبر مجاعة نهري
يتحدر من أرض تكتم في الروح
يثري حقل لسان الشوكة المعدمة.
فلاح مائي
رديف مستنقع موبوء بفلاحة الضوء
وكان قد استوقد جيب الغربة المثقوب
لينضج جسراً متهالكاً
…
فحم الخطوة يا فلاح موبوء
بثمر مؤجل وفضائح تلسع حنجرة الروح،
أمَا لديْك ربابة مغسولة من تلويحات الأمس
أو تلميح طريف – جهة الوتر اللامطروق – بنافورة أرض؟!
…
وجه النهار المحروق وقدم الليل الطريدة
يتعثران بشاهد عرق الروح
وينظفان الجسد الموحد من مطحنة المترادفات
…
تلويحة منهكة جسدك يا فلاح يا محروث
منذ مشابكة العالم بالروح
و حتى آخر فطنة من نار!
حارسات منتصبات
سماوات مهدهدة بقارب يدوي
تحتل الأرض كرسيَّ دمٍ مقعداً
الليل وحارسات الليل
متيقظات بشهوة صدأ متعمد
تعبر ململة الوقت مصحرة من دون نهر
هكذا العالم يسمع أغنية الصباح منكس الإيقاع
…
سكك جلدية مأهولة بقطار دمعة أثري
يتحدر متثعبناً منذ سلال المهملات الجسدية
وتجاويف جبل عاطل،
يصعر خد الألم الخافت
لدفء محطات متكدسة بشهداء الهجر
وللغرف المحشورة في صحراء صدور الأنفس
لمطبات أرق مسن،
لصبايا الوقت – متبرجات بأبخس عرق يفرزه مخبر خلجات العالم –
يرججن وعي نوافذ مشكوك فيها
…
النهار وحارسات النهار
مهدهدون بقارب دموي
يتمسكون بنهر هزيل
ينبش جذع الغربة حيث الشجن المكتنز
والمعترك الحي،
وها أنت أيها العالم لست مرتخياً!
تسبيحات عصفور
خشب بوابة الأرض
يتأرجح بضجر فتاك في بيت الروح
تحدودب سلسلة الوقت
وتنسج نسخاً ماكرةً من خيمة الأفق
الأوتاد مدقوقة بشغف منسل من جذع دم خافت
والحبال تطارد شبح خطوة
في سماوات مأهولة بسابلة غير حدائقيين
…
شغف محتطب على كتف حزين.
مسالك أغنية لواعة تتملص
من ساحة رقص هشة الموطئ
معقولة القدمين
لترافق ارتعاد أجنحة أرقة
تساكن مسبحة من ماء غير معقودة من طرفيها
…
رعدة أجنحة أرقة في شارع زهد طفولي
أو ثروة وجه متكاثف الندوب:
مزارع أغنيات وجثث أحلام
أرضيات خشبية
وربما
ربما شغف منزه في غابة رحم صفري مهجور!
* كاتب من السودان