تخشى أن يسلبها التهكم زهرة الحياة،
أنها أفرطت في تدليل قطط الذات حتى أضحى الدخول إليها مستحيلاً،
أن عضت نواجذ الغير دعابتها، وأطبقت المؤاساة على الجزع.
تخشى إطراء الصحاب اليقطع الطريق على السَّمر
وطائراً ينشب في قلبها مخالبه
فلا نظرة إلى غوث ولا هاوية الخلاص*
تخشى – يا لطيف- مكننة الضحك ووردية اللغة،
نوافذها المرخيّة لكل متطاول يحرك أثاث الغرفة،
خلوتها المفتوحة بجنيه للعامة حتى أعيتها الحمحمة –
لا يُفْهَمُ هذا أنه تسوُّل لغموض.. لا.. ولا عصمة.
تريد أن تحلل كبش التسمية
أن توقظ خلايا إبطيها
تفك خدر اللسان
تريد حين يناديها منادٍ: يا فلانة! تلتفت، ولا يلتفت طودٌ من التوقُّع.
كلما خلعت نعليها وقاراً تعطّن المحلّ زُلفى
فهي تخشى ما تخشى – أنها تبشر بإله تنكره
وأنها استلذّت التوبة
فحطت من حكمة الخطأ
تخشى أنَّ خلفَ الستارِ كاهنَ طربٍ، و يا للوجع! إنَّها الكاهن! أو يا للفزع! أنْ يكون سواها.
تخشى إن أماتت بالتفسير كل نبض يؤوَّل
أن لا تزورها طفلة في منامٍ، وأن يُصَفُّ كتابُها تحت بند الموعظة**
تخشى أن يستحسن الناس هذا،
تخشى أنْ لا نهاية.
ــــــــ
* طائر اللعنة الذي تقلده البحَّار العتيق في قصيدة كولريدج، ظل معلقاً في البحر، ربان سفينته مات، وقد تحجر لسانه عن طلب الخلاص أو الموت.
** للقصيدة أيضا منام… حتى ينهيها عاطف خيري بقوله: طفلة في المنام، رأتني، رأيتها ، رأت أنه الفطام.