ثمارغوايات

علمتكِ حروبُكِ الأولى

lمتوكل-زروق

إنه الخدرُ النعاسي الذي
سربتِه لدمي
يجتاحُ حسي فارهاً
ويُنكِّه النوم الذي يتعقبه
إنه حولي يحوطني
كما الخيطُ الذي يلتفُ باقات الورود إذا مشت
ترمي لمهديها انحناءاتٍ
وتسأله افتكاك العطرِ
حررني لأصهلَ بالعبيرِ،
الموقف الآن اشتعالُكِ، لا اشتعال سواكِ
هذا الغدُ ملككِ
فاضرمي ما شئتِ في جسدي
سيفتعلُ الرمادُ قصيدةً مفضوحةً
لا تنتمي لسواكِ
هذا النهر يعجبني بعصيان التفاتتهِ
أنا كالنهرِ لا أعطي صدى خطوي اهتماماً
يا مناخات الحنينِ
إذا الذي علقته فوقي
كقافلةِ الغيومِ خريفها
سأمدُّ من شفتي هديلاً للغيومِ
حمامةً من برجِ أحلامي
وظناً من حريقِ العمرِ
كستنةً يفخخها الرحيق
هذا الصباحُ حبيبتي
وبنكهةِ النعناعِ كنتِ على كؤوس الشاي
صوتكِ جاء من فحوى تراتيل الصباح
ليستقرَ بنقطةٍ ما في صميمِ الروحِ
إذ هذا النعاسُ يليقُ بي
وأنا عنيتكِ حين قلتُ حبيبتي
في نشوةِ الشاي الصباحيِّ المنعنعِ
كان يعنيك المكانُ
بكلِ جغرافيا الحواسِ
وذبذباتِ العشقِ
واللسع اللذيذِ
تمدك الأوقاتُ
ما انتفضت بصدري زفرةٌ حرّى
نسيماً هامساً
ماضٍ فويق الصحوِ في حذرٍ
لعلكِ حين أعلنتِ اجتياحي
علمتكِ حرُوبُكِ الأولى
بأن لا شيء أسهل من حصوني
حين يشهر صوتكِ البدويُّ
أغنية الحنينِ
وعلمتكِ بيارقُ الترحاب في مدني
بأن لا أرض تصمدُ
وقتما حلّت بها عيناكِ
إذ لا صولجان سوى الذي بيديك
علمني بأني أشهر المدنِ التي حررتِها
وغدوتِ فيها كالعبيد .

 

* شاعر من السودان

زر الذهاب إلى الأعلى