بَيْنَ غِيَابَيْنِ وَسِيمَيْنِ،
يَتَرَبَّصُ المَعْنَى بِجَمَاهِيرٍ؛ تَخْرُجُ مِنْ كَابِحِ اللَّيْل،
فِيمَا يُؤْذِينِي
بِالعَالَمِ
والنُّسْغِ
والحَنِين.
وَقْتَمَا تُجْتَذَبُ حَمَامَةُ الحَنَانِ، إلَى فِنَاءِ الحُنْجُرَة،
وَقْتَمَا يُخَرِّشُنِي اليَأْسُ في حَوَافِّ الذِّكْرَيَات،
وَقْتَمَا يَمْضُغُ الجُّرْحُ هَبَاءَ ذَرِيعَتِهِ:
لِلْعَالَمِ أَنْ يَتَنَشَّقَنِي
كَرَاهِيَتَئِذ.
السَّاعَةُ:
مَسَااااافَة.
بُحَيْرَةٌ سِرِّيَّة.
السَّاعَةُ: قِنِّينَةُ حَيْوَانِ اللَّيْل.
تُضْرِمُ هَا السَّاعَةُ الحَمْحَمَةَ بَيْنَ فَكَّيَّ اليَابِسَيْن،
فَيَقَعُ النَّهَارُ بِحَقِيبَتِهِ،
في شِبَاكِ الحَنِينِ المَأْخُووووذ.
لِلْحَنَانِ،
سَطْوَةٌ تَغْسِلُ شِفَاهَ العَالَمِ مِنْ قَسْوَةِ فِكْرَتِه،
لِلْحَنَانِ كَائِنَاتٌ سِرِّيَّةٌ، تَحْفِرُ عَمِيقَاً تَحْتَ سُرَّةِ اللَّيْل،
لِلْحَنَانِ هُرُوبَاتُهُ، التي تَلْهَجُ بِآيَاتِ الجَّسَد،
لِلْحَنَانِ فَتَاةٌ حَمِيمَةٌ
ووَحْشَة.
هَا يَمْرُقُ عَبْرَ أُذُنَيَّ العَالَمُ،
يَتَمَرَّغُ في زَهْرَةِ مَرَحِهِ؛ ألتَّفْرُكُ بَيْنَ سُهَادَيَّ
دِفْءَ الغِيَاب.
ثَمَّةَ لَيْلَةٌ
صَغِيرَةٌ سَقَطَتْ مِنْ لُهَاثِ النَّهْرِ الوَلْهَانِ،
وتَسَلَّلَتْنِي من فَرْجَةِ الهَلْوَسَةِ سُهَادَ كُنْتُ أُحَمْلِقُ في خُمْرَةِ البَصِيرَة.
هَا قَدْ دَخَلْتَ بِرُعُونَتِكَ،
عَلَيَّ أَثْنَاءَ سَرِيرِ الجَّسَدِ يُهَا الغِيَاب!.
دَجَاجَاتٌ
عَظِيمَةٌ تُحَدَّقُ في ضَبَابِ العَالَمِ،
الذي مَلأَ رِئَتَيَّ بِعِرَاكِ أَسَاطِيرِهِ الحَامِز.
تَغْسِلُ الدَّجَاجَاتُ الصَّبَاحَ،
مِنْ هَذَيَانِ مَرَاثِيِّهِ الأَثِيرَة.
نَعَمْ. ثَمّةَ أكَاذِيبٌ وَفِيرَةٌ
وحَدَأةٌ تَظْفَرُ بِالأَنِينِ،
قُرْبَ قَلْبِي.
يَااااا أَنَايَ،
كَيْفَ أَنْجُرُ يَأْسَاً وَرِيفَاً مِنْ شَجَرَةِ اللَّيْلِ المَخْذُولَةِ أَثْنَاءَ غَيْبُوبَتِي؟.
هَا قَدْ تَسَلَّلَ العَالَمُ
إلى جَسَدِي.
لَكَأَنَّ الجَّمْرَةَ
جَسَدٌ فَوْضَوِيٌّ يَنْقُلُ ثِيَابَ النِّسْيَان دَاخِلِي، مِنْ غَفْلَةٍ لأُخْرَى؛
لَكَأَنَّهَا قِلاَدَةُ المُنْتَحِبِينَ أَسْفَلَ جِدَارِ الفَقْد.
كُنْتُ أُغْلِقُ سِتَارَةَ يَدَيَّ؛
بِخَوْفٍ؛ عَلَى قَرَنْفُلَةِ حَنِينِي؛
وفي سَهْوَتَيَّ الثَّرِيَّتَيْنِ، كانَتِ الجَّمْرَةُ تُحَدِّثُنِي:
(عَنْ سُكُوتَاتٍ عَلِقَتْ بِيَاقَةِ نِسْيَانِهَا، ومَنْ دَسَّنَا سَوِيَّةً
في بِئْرِ هذا العَالَم!).
كَصَبَاحٍ
يَحْبُو على أَطْرَافِ عَدَاوَتِهِ،
وَظَّفْتُنِي آنَئِذٍ لِلنَّظْرَةِ التي تُمَسِّدُ حَيَاتِي
بِبَيَاضَاتِ الحَنِين.
والتي بِأَلْوَانِ العَالَم،
التي تُطَوِّقُنِي بِرَهَافَتِهَا أَثْنَاءَ وَحْشَتِي،
مَنْ سَيفُكُّ صَهِيلَ نَهْدَيْهَا الضَّوْئِيَّيْن؟
مَنْ سَيَفْتَحُ لِطُيُورُهَا جَنَّةَ الكِيَان!.
شِرِّيرٌ…
بَيْنَ إطْرَاقَةٍ وصِيَاحَيْنِ مِنْ هَبَاءٍ،
اضَّجَعَتِ العَدَاوَةُ عَلَى لِسَانِ اللَّيْلِ؛ فِيَّ.
شِرِّيرٌ،
أقْبِضُ الصِّيَاحَ المَذْعُورَ بِرُؤُوسِ الغُرْبَةِ والنَّدَم.
شِرِّيرٌ،
والعَدَاوَةُ تَتَدَلَّى بَيْنَ فَخِذَيَّ
الرَّعَوِيَّيْن!.
يَا أَبْنَاءَ عَشِيرَةِ اللَّيْل،
لَنْ تَسْتَطِيعُوا رَفْءَ ثُقُوبِ الكِيَان…
.الْخُصْيَةُ قِلاَدَةُ الجَّسَد.
يَاااااااا أَبْنَاءَ عَشِيرَةِ اللَّيْلِ الوَاحِد.
(اتَّسَخْتَ
يَااااااااااااا ناجي.
اتَّسَخْت!).
كَااااااااااذِبَةٌ.
وبِوُسْعِي أَنْ أُلاَسِنَها:
(إيْهِ يَا اْرْفِضَاضَتِي،
يا التُّحَدِّقُ بِحُبٍّ فِي نُبَاحِ الأَمَل،
يا العِنَادُ الْيَلْزَمُنِي؛ كُلَّمَا شَاهَدَتْنِي الحَيَاةُ
عِنْدَ أَعْرَاسِ الرِّيحِ أُعَرِّي الكِيَانَ،
مِنَ اللَّيْلِ وعَنَاكِبِ الرُّوحِ
المُوْحِشَة.
بَعْدَ عَوِيلٍ،
يُمْكِنُنِي أَنْ أُنَادِمَهَا قَدَمَيَّ النَّحِيلَتَيْنِ،
فَتَقْطَعُ، قُبَالَةَ عِنَادِيَ،
العَالَمَ
وأَسْفَادَ الغِيَاب).
* كاتب من السودان